بيروت، في 5 أبريل/ العمانية/ تطرح رواية “رحلة إلى الهند” للروائي البريطاني إدوارد
فورستر، سؤالاً بسيطاً في ظاهره عميقاً في باطنه هو هل يمكن أن تتحقق صداقة بين
طرف مستعمِر وآخر مستعمَر في الوقت الذي يجثم فيه الطرف الغالب على أرض
الطرف المغلوب؟
ويُورد الراوي سؤاله هذا إلى مناسبات عدة في الرواية التي صدرت عن المؤسسة العربية
للدراسات والنشر بترجمة عز الدين إسماعيل، ليتبين مدى القدرة العملية على تحقيق
تصالح من نوع أو آخر بين الطرفين. لكن المحاولات المبذولة لهذا الغرض تبوء في
الغالب بالفشل، بل إنها تعمّق الهوة وتزيد اتساعها.
وتأتي خاتمة الرواية التي راجعها لويس مرقس وقدم لها محمد شاهين، تتويجاً للتعبير
عن غياب أمر المصالحة جملة وتفصيلاً، إذ توجز القول بأن القرار في هذا الشأن هو بيد
الهند نفسها التي ترفض سؤال المصالحة الذي يعرضه الطرف الغالب على الطرف
المغلوب.
ومن سمات هذه الرواية التي تقع الرواية في 336صفحة، أنها تستشفّ منظور التحرر
من الاستعمار قُبيل رحيله عن الهند بعقدين من الزمن، وذلك من خلال تضامن الهنود من
مختلف الأصول والمنابت والمعتقدات.
ومن كلمات “عزيز”، الشخصية المحورية في الرواية، “الهندوس والمسلمون والسيخ
والجميع وحدة واحدة في وجه الاستعمار”. وتجسّد هذه الكلمات مبادئ غاندي التي مارسها
خلال حملته السلمية ضد الاستعمار إثر عودته من جنوب إفريقيا وهو يحمل رسالة
التضامن بين المسلمين والهندوس عام 1915.
/العمانية /174