الجزائر في 26 أبريل/ العمانية/ استنفر المخترع الجزائري فوزي برحمة،
قدراته الفكرية والعلمية ليكون في الصفوف الأولى في مواجهة وباء كورونا
(كوفيد-19)، ما دفعه إلى التفكير بإيجاد بعض الوسائل والأدوات التي
تُخفّف من وطأة هذه الجائحة، أحيانًا بصورة فردية، وأحيانًا أخرى
بالانضمام إلى مجموعة من الباحثين والمخترعين.
وحقّق هذا المخترع المنحدر من ولاية مستغانم، منذ بداية ظهور الجائحة،
ثلاثة ابتكارات؛ أوّلُها جهاز تعقيم السيارات ضد كورونا، وثانيها جهاز تنفُّس
اصطناعي ذكي، أمّا الابتكار الثالث فيتمثل في تطبيق لمواجهة كورونا؛
وهي كلُّها ابتكارات توصّل إليها رفقة فريق بحث علميّ جزائريّ.
ومع أنّ رحلة هذا المخترع الشاب مع عالم الابتكار بدأت من تصليح
الهواتف النقّالة وأجهزة الحاسوب، إلا أنّ طموحه دفعه إلى الهجرة إلى
إيرلندا، ومن ثمّ إلى بريطانيا. وهناك، حصل على العديد من التتويجات،
أبرزها لقب “أحسن مخترع شاب” بلندن (2015)، كما تُوّج كأفضل مسوّق
للسلع الإلكترونية وأحسن مبتكر على مستوى بريطانيا، باختراعه شاحن
الهواتف الذكية عن بُعد، وباستخدام الطاقة الشمسية.
لكنّ تلك النجاحات التي حقّقها برحمة خارج الجزائر، لم تمنعه من التفكير
في الوطن. ويقول لوكالة الأنباء العمانية في هذا السياق: “أبَيْتُ إلّا أنْ أعود
إلى أرض الوطن من أجل مساندة المبدعين والمبتكرين الجزائريين، من
خلال إعطائهم أمل المثابرة والعمل بجدّ من أجل الوصول إلى المبتغى، لأنّ
الحاجة تولّد الاختراع”. ويضيف: “بعد رؤية مدى حاجة شبابنا وأطفالنا إلى
من يدعمهم ليدخلوا إلى عالم الإبداع والابتكار، تولّدتْ لديّ فكرة تأسيس
إطار أو بيئة تلمُّ شمل هؤلاء المبدعين والمبتكرين من أجل تكوين شبكة
تواصل فيما بينهم، تسهّل عليهم تجسيد أفكارهم من خلال تبادل الأفكار
والأبحاث، ومرافقتهم في تجسيد أفكارهم على أرض الواقع، ومساعدتهم في
تسويقها ليصبحوا رجال أعمال أو يتمّ الاستثمار في اختراعاتهم”.
ويوضح أن هذه المساعي تمخض عنها تأسيس أول أكاديمية وطنية للإبداع
والابتكار الجزائري في مطلع عام 2018، وهي تضمُّ العشرات من
المخترعين والباحثين والشباب المبدعين.
ويؤكد برحمة أنّ الهدف من تأسيس هذه الأكاديمية، تنفيذ عدد من المبادرات
والأعمال الفردية والجماعية من أجل “زرع بذور الأمل والعزيمة في
صدور الشباب للتمسُّك بأهدافهم، والعمل على تحقيقها”.
يُشار إلى أنّ فوزي برحمة وُلد سنة 1991، حصل على شهادة البكالوريا
(2010)، وشهادة تقني في الإعلام الآلي (2013). وهو رئيس الأكاديمية
الوطنية للإبداع والابتكار الجزائري، والمدير التنفيذي لمعرض الاختراعات
الدولي باكاف (2018)، ومستشار العلاقات الدولية بمنظمة ايفريست
للتدريب التنموي، ومُنح لقب “أحسن مخترع عربي شاب في العالم”
(2016).
/العمانية /
)) انتهت النشرة ((