من حقنا ان نتسائل ثم نتعجب من فعل دولة مسلمة وتدعي انها الرائده في تطبيق تعاليم الاسلام وهي تقوم بكل اصرار على تنفيذ حكم الاعدام بشعب كامل ، بل بوطن “وما يحويه من ارض وسماء وانسان وحيوان ونبات وجماد ” ، انها تقود حرب الابادة الجماعية دون مراعات لاحكام السماء فان الماء هو الحياة (قول الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيٍّ) .
انها ” تركيا ” الجارة المسلمة التي انشأت على ضفتي نهري دجلة والفرات السدود لمنع تدفق الماء وحرفت في ارادة الله التي اردها للعراق وشعبه منذ الازل بمنحهم هبة من عنده دون منة من احد بل هي هبة الله، واليوم تريد تركيا ان“ تقطع اوصالها” ، وتريد ان تغيير من ارادة الله بمحو رافدين من روافد الرحمة والحياة ( دجلة والفرات ) ، وكما ان لتركيا الحق في هذين النهرين فان للعراق الحق في ان ينعم بما وهب الله من نعمة الحياة ولكنها تأبى تلك الجارة المسلمة الا ان تغيير ارادة الله وان تجعل الحياة في ارض الرافدين منعدمة ، فتتصحر الاض الخضراء ويموت الزرع وتنتهي الحياة وتتفحم النخيل الباسقات وكانها تتحدى حكمة الله في جريان هذين النهرين منذ ان خلق الله الارض وما عليها .
ولكننا نقول ياحكام ” تركيا” اتقوا الله ولا تكونوا كما قال عنهم الله سبحانه وتعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) .
تغييرت مناسيب المياه وانخفض مستوى منسوب الماء لنهري دجلة والفرات فتتناقل الاخبار عن انخفاض شديد في مستوى الماء في سدود مهمة داخل العراق منها سد دوكان وسد دربنديخان حتى ان الصور الحديثة اظهرت انخفاض شديدفي مستوى سد دوكان الذي انشأ منذ اكثر من اربعين عام حيث اظهرت الصور التي شاهدناها مستوى هذا الانخفاض وكذلك انخفاض مستوى الماء في سد دربنديخان ولا اعلم كم سد من السدود التي تقع على نهري دجلة والفرات سينحفض الماء فيها او انها ستكون مجرد سدود فارغة .
نعم ان انخفاض الماء في تلك السدود مؤشر خطير يجب ان نتلافاه باي طريقة من الطرق خاصة وان نركيا عمدت على تخفيض تدفق ماء الفرات الى (الخمسين بالمئة ) هذا العام عن ماكان علية في السنة الماضية ، وهذا يعني انها ستخفض في الاشهر القادمة الى “الخمسين بالمئة ” من “الخمسين بالمئة” التي جهزنا بها الجانب التركي ، وبعد هذا التخفيض سنستيقظ يوما لنجد الرمال سطحا لنهرينا بدلامن الماء .
ان سكوتنا وقبولنا بهذا الوضع وعدم ايجاد الحلول الجوهرية لمشكلة الماء في نهري دجلة والفرات سوف يعطي الضوء الاخضر لتركيا على المضي قدما وعلى الاصرارلابادة الشعب العراقي ، ومؤشر انخفاض مستوى الماء في السدود هو الانذار الاخير لنا من الكارثة الانسانية والبيئية التي تنتظر العراق من جراء انخفاض مستوى الماء في دجلة والفرات ، ان تقنين تدفق الماء من قبل تركيا هو اعلان اول لبدء حرب المياه وتعطيش العراقيين وقتل الحياة في هذا الوطن العربي الذي لم يجد من العرب من يستجيب لصيحته والوقوف بجانبه لوقف هذا الخطر الذي يدق بابه بالم وحيرة .
وما الحل ؟ ….
الحل في القران وهو مايجب ان نجعله الحكم الفاصل بيننا ( قوله تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) وفي القران الكريم وجدنا الحل الذي يجنبنا هذه الكارثة التي ستحل بالعراق من جراء هذا الاعتداء الغير مسؤل من قبل تركيا … علما ان تركيا بقيادتها الحالية تدعي تمسكها بتعاليم الاسلام الحنيفة وانها المسانده لتنفيذها الا اننا لم نلمس هذا في تصرفها اتجاه “حبس نعمه من نعم الله” مًن الله بها على البشريه وهو سبحانه من قال ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) فاذا كانت حياتنا مرابطة بوجود الماء فكيف يجرأ المسلم على تعطيش اربعين مليون عراقي ، بغض النظر عن النباتات والحيوانات ، وباي قوانين السماء او قوانين الارض التي شرعها الانسان تستند عليها تركيا لمنع تدفق الماء عبر نهري دجلة والفرات وهي تعلم ان الحياة البشرية في العراق مرتبطة بوجود هذين النهرين وان هذين النهرين هما حق من حقوق شعب العراق منذ الازل ، ناهيك عن الجوانب الانسانية والكوارث البيئية التي ستحدث فيما اذا اقدمت تركيا على هذا الفعل الشنيع، الا يسمعوا ( لقول الله تعالى : مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) .
اعود فاقول ” تركيا ” لن تنصاع لحكم الله تعالى او انها جعلت في “اذاها وقرا” فلم تتمكن من فقه ما حذر به المولى تعالى من الابتعاد عن التسبب في قتل البشر او انها “ران ” على قلبها فاصبحت لا تعي تفسير التعاليم السمواوية وانها لن تتمكن من قراءة القران فان للقران حكم اخر قوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) وهنا السؤال اي قوة يجب ان نعدها لدولة مسلمة جارة لها معنا تاريخ مشترك وترتبطة معنا بتاريخ حضاري عميق امتد منذ انبثاق الحضارة وتربطنا معها بمصالح اقتصادية وسياسية مشتركة ناهيك عن معتقدنا الديني المشترك والذي ينهي ديننا الحنيف من تعطيش شعب انعم الله عليه بتلك النعم .
سؤال ليس مبهم ولا يصعب على المتبحر في علم السياسة ان يجد او يعلم نوع الاعداد الذي امرنا به الله سبحانه وتعالى لتجنب هلاك ابناء شعبنا ولتجنب الكارثة الانسانية والبيئية التي قد تحصل بل ستحصل اذا مانفذت تركيا قرارها بحرب المياه وقتل ابناء العراق وتحويل العراق الى صحراء لانبات فيها ولا تذر حيوان او بشر ؛ فاي كارثة تلك التي تقودنا اليها تركيا واية مصيبة ستحل بالعراق فيما اذا نفذت تركيا هذا المخطط الذي لايمت للاسلام بصلة ولا ينبع من قلب مسلم يخشى على الانسان من الهلاك عطشا . وهل تعلم تركيا حجم تلك الكارثة التي تنذر بالموت والدمار .
واذا كنا قد وجهنا سؤالنا نحو تركيا ولم تعي او تعي ولكنها لاتأبه بما سيحصل لانها تعلم ان العالم لن تحركه صرخاتنا او ان العرب في غقلة من امرهم الا اننا نسال الضمير العالمي عن ماسيحصل للعراق في حال قطع او تقنين ماء دجلة والفرات وهل عتدما ستحصل الكارثة البيئية والانسانية ستنجمع الجهات المعنية في العالم لتبين نوع الكارثة والخراب الذي سيحل بالعراق من خلال التاثيرات لبيئية التي ستصاحب عمل تركيا في قطع الماء عن دجلة والفرات .
يجب ان نعد لتركيا العدة لمنعها من خوض تلك الحرب المدمرة للبشرية ( حرب المياه ) بما يلي :
1 . الجانب السياسي
• الدعوة لعقد مؤتمر دولي او الدعوة لانعقاد الجمعية العامة لللامم المتحدة والاتفاق على ان يتضمن انعقادها لمناقشة ازمة المياه بين تركيا والعراق ويجري من خلالها تحديد حصة الماء للعراق وفق القوانين والاعراف المعمول بها . وكذلك الضغط على تركيا بعدم استخدام السدود التي تم بنائها على ظفتي نهري دجلة والفرات التي حبست الماء عن هذين النهرين وعدم السماح بتدفقهما بشكل يؤمن استمرار الحياة الطبيعية في بلدنا وبما يتناسب مع حاجتنا الفعلية للماء خاصة في مواسم الزراعية التي هي معروفة لدى الجميع .• الدعوة الى عقد اجتماع عربي طاريء يوحد الكلمة للضغط على تركيا في سبيل العزوف عن منهجها العدائي هذا وتنبيهها بان ماتقوم به هو جرب ضد الشعب العراقي وضد الانسانية . 2. الجانب الاقتصادي :
توحيد كلمة العرب بانذار تركيا اذا ما نهجت نفس النهج وعدم العدول عنه ستكون مقاطعه سياسية واقتصادية عربية مع توقف اي نشاط بين العرب وتركيا بعد ان يتم منحها فرصة زمنية لتراجع عن هذا الفرار (حرب المياه ).
3, المنظمات الانسانية :
دعوة المنظمات الانسانية وبالاخص منظمة الحفاظ على البيئة ومنظمة حقوق الانسان والمنظمات الانسانية الى مؤتمر دولي يتم من خلاله بيان تاثير هذه الحرب ( حرب المياه ) على العراق ودعوتها على اتخاذ القرار المناسب فيما يخص نقص الماء في تهري دجلة والفرات .
كثير من الاعداد نستطيع ان نعده لتركيا واكيد كثير من الضغوط ستكون عليها باذن الله ولكن علينا ان نبدا قبل فوات الاوان .
د. محمد المعموريبغداد – تايمز