دخلت إنتخابات غرفة تجارة وصناعة عُمان مرحلة تسجيل الناخبين من الشركات والمؤسسات ورواد الأعمال للمشاركة في هذا الحدث الإنتخابي الإقتصادي الهام والذي يُنظر إليه على نطاق واسع كأحد أهم التجارب الوطنية في إطار المشاركة في صنع القرار في البلاد ، وفي سعي الدولة الحثيث لتمكين المواطنين من الأداء بارائهم في مسارات التننمية الشاملة وعبر مؤسسات مختصة ومن خلال أدوات متاحة وصلاحيات تتيح إيصال أصوات الناخبين بطرق عدة تتيحها الأدوات المتوفرة في هذا الصدد . الأمر الذي يتطلب منا جميعا أن نسهم في تعزيز هذه التجربة في المرحلة القادمة من خلال المشاركة وإنتخاب المترشحين الذين يتوسم فيهم الناخب الخير عبر إيصال صوت القطاع الخاص والمشاركة الفاعلة في إثراء هذه التجربة الديمقراطية التي تعد الأقدم في البلاد .
لقد أعلنت اللجنة عن بدء تسجيل الشركات ورواد الأعمال في سجل الناخبين إبتداء من يوم الخميس 29 سبتمبر الماضي وحتى 13 أكتوبر 2022 ، لتسجيل الشركات الراغبة في المشاركة في الإنتخابات إلكترونياً من خلال الموقع :
www.chamberoman.om
فهذه الخطوة مهمة جدأ إذ تسمح لشركات ومؤسسات القطاع الخاص ورواد الأعمال المشاركة في الإنتخابات التي سوف يعلن تاريخها في وقت لاحق ، ذلك إنه وبدون هذه الخطوة لن يحق للشركات الإدلاء بأصواتها في الإنتخابات وبذلك تفقد فرصتها في المشاركة في إثراء هذه التجربة وإختيار من يرونه مناسبا.
ان قياس الإستفادة من التجارب الإنتخابية في البلاد للأسف هو شخصي ومباشر ، وهذا لا ينبغي في مثل هذه التجارب المؤسسية التي تناقش الأطر والتشريعات ومعوقات الأعمال وغيرها ، وهي بالتالي ليست معوقات أو صعوبات شخصية أو فردية ، كما أن البعض يرهن مساهمته في المشاركة في التجارب الإنتخابية من عدمها على مدى إستفادته الأحادية والذاتية منها مباشرة أو الإستفادة من الممثلين بناحية أو بأخرى ، وهنا تكمن مغالطة كبيرة في هذا الشأن تبلور ضعف الوعي بالتجارب الإنتخابية وكيفية الإستفادة منها كقنوات لإيصال القضايا العامة وكتجارب للمشاركة في صنع القرار بالأساس ، وهو ما يواجه هذه التجارب ممثلة في ضعف الإقبال على الانتخابات ، واقع يتطلب التوعية بهذه الجوانب حتى تنجح هذه التجارب التي ولدت لكي تنمو وتتطور مع مرور الأيام وتوالي السنين .
في المقابل على الجهات المعنية العمل على تطويرها كما وكيفا من خلال منح المزيد من الصلاحيات وتسهيل إجراءات الإنتخاب وتوسيع قاعدتها .
فالإقبال على الإنتخابات في أي تجربة مشاركة وطنية يعبر عن الكثير من الجوانب تجعل الإنتخابات معبرة وعاكسة للواقع سواء في مجالس الشورى أو البلدية أو الغرفة أو مؤسسات المجتمع المدني ، ذلك ما نتطلع أن نراه في هذه الانتخابات ، فضلا عن حقيقة أن التوعية ذات أهمية في تحفيز المشاركة وتسويق مثل هذه التجارب التي تعتز بها الدول والشعوب وتعد جزءا لا يتجزأ من منظومة التنمية الشاملة التي تشهدها الدول ، لذلك يجب منحها حقها كاملا بتسليط الأضواء باهرة عليها وبإعتبارها تمثل جانبا مشرقا من جوانب العمل الوطني الذي يتجسد في البلاد بعدة أطر.
بالطبع انجاح إنتخابات الغرفة مسؤولية الجميع وللوصول لهذه الغاية يجب أن تتكاتف الجهود من أجل تحقيق الهدف المنشود في خضم المشاركة الشعبية المتاحة في البلاد والتي يتطلب تعزيزها بكل السبل الممكنة .
نأمل أن تحقق هذه الإنتخابات كل الأهداف المكتنزة في معناها ومغزاها وبما يسهم في إثراء هذه التجارب والعمل على إيصال صوت القطاع الخاص واضحا وجهورا وبما يتواكب مع متطلبات المرحلة القادمة وبما تشهده من مستجدات ومتغيرات يتطلب أن يتكاتف الجميع لتجاوزها والإنطلاق منها بثقة وإقتدار لرحاب المستقبل الآتي ..
علي بن راشد المطاعني