“بدأت الخيارات التي تتخذها الصين بالتأثير على التوزيع الجيوبوليتيكي للقوى في آسيا، في حين لا بد لزخمها الاقتصادي أن يمنحها قوةمادية أعظم وطموحات أوسع. إن صعود “الصين الكبرى” لن يترك القضية التايوانية في سباتها، وسيكون من شأن ذلك أن يؤثر بشكلٍحتمي على موقع الولايات المتحدة في الشرق الأقصى”.
“تعتبر أوكرانيا، وهي المربع الجديد والمهم في رقعة الشطرنج الأوراسية، محوراً جيوبوليتيكياً لأن مجرد وجودها كدولة مستقلة يساعد فيتغيير وضع روسيا. فمن دون أوكرانيا لا تعود روسيا إمبراطورية أوراسية. وبوسع روسيا بدون أوكرانيا أن تجتهد من أجل المكانةالإمبراطورية، لكنها ستكون عندئذٍ دولةً إمبراطوريةً آسيوية الغالبية أكثر عرضة إلى الانجرار مع أبناء وسط آسيا المستفزين الذينسيرفضون فقدان استقلالهم الجديد والذين سيحصلون على دعم الدول المسلمة الشقيقة إلى الجنوب. ولكنْ، إذا كانت موسكو ستستعيدالسيطرة على أوكرانيا بنفوسها ال٥٢ مليوناً ومواردها الكبيرة إضافةً إلى نفاذيتها إلى البحر المتوسط، فإن روسيا ستستعيد بشكلأوتوماتيكي ظروف التحول إلى دولة إمبراطورية قوية تمتد على أوروبا وآسيا. وسيكون لفقدان أوكرانيا لاستقلالها عواقب مباشرة علىأواسط أوروبا محولةً بولندا إلى محور جيوبوليتيكي على الحدود الشرقية لأوروبا الموحدة”.
“إن السيناريو الأكثر خطورةً يتمثل في قيام تحالف أكبر بين الصين وروسيا، وربما إيران أيضاً، وهو تحالف مضاد للهيمنة الأمريكية لاتوحده الأيديولوجيا بل التذمر المشترك، وسوف يكون ذلك التحالف مشابهاً في أهميته ومساحته للتهديد الذي كان يمثله المعسكرالصيني-السوفييتي”.
إبراهيم علوش