الثلاثاء, يونيو 24, 2025
  • Login
عاشق عُمان
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات
No Result
View All Result
عاشق عُمان
No Result
View All Result




Home مقالات

الأديب ميخائيل نعيمة.. الحبر الذي سال من القلب

4 مايو، 2025
in مقالات
الأديب ميخائيل نعيمة.. الحبر الذي سال من القلب

في فسيفساء النهضة العربية، تتسرب من بين الشقوق أصوات لا تُدوَّن في الصخب، بل تنبعث من الهدوء، من خلوة الإنسان إلى ذاته، من رحلاتٍ روحية تأخذ صاحبها من ضجيج المدن إلى سكينة الجبال، ومن صرامة التقليد إلى حنان التأمل. هناك، في مناطق الصمت، يولد الأدب الحق، باعتباره خلاصاً، لا كوسيلة تعبير بل كطقس عبور، لا يُمارَس بالكلمات بقدر ما يُختبَر بالوجود، في تلك المسافة الشفافة بين الشرق العميق والغرب اللامحدود، يتشكل فكر نادر، فكر لا يريد أن يُقنع بل أن يُوقظ، لا يهتم بالمذاهب والمدارس بل بالروح التي تهجر المذاهب كلما تقدّست أكثر مما ينبغي.

وليس في الأمر موقف عقلي أو انحياز نظري، بل انكشاف داخلي تتفتق فيه الذات على نداء خافت يُقال بلغة الإنسان قبل أن يُقال بلغة القلم، نداء يقاوم الاصطفاف، ويعيد للمعرفة بهاءها القديم، حين كانت الحكمة تسكن في التجربة، لا في الكتب، وحين كانت الأسئلة مدخلاً للرؤية، لا ساحة للجدال. إنه أدب لا يهادن، لأنه لا يناور، بل يمضي مباشرة إلى الجوهر، إلى تلك اللحظة التي يتهشم فيها الشكل وتبقى الحقيقة عارية، متعبة، لكنها صادقة.

وفي عالم يتأرجح بين التغريب القاسي والتقليد الأعمى، تبرز تجارب نادرة تقف بين الضفتين لا لترضي إحداهما بل لتصنع من التوتر جسرًا، ومن التناقض طاقة، وهي تجارب لا تقف عند حدود اللغة، بل تذيب اللغة حتى تصير نوراً، وتعيد للكتابة قدسيتها الأولى، حين كان الكاتب نبياً لا مروجاً، متعبداً لا ناثراً، يتخذ من العزلة وطناً، ومن الذات مرآة، ومن الأسئلة شعلة تضيء له دروباً لا يطؤها غيره.

وفي مثل هذه التجربة، لا يعود الأدب مجرد ممارسة جمالية، بل يتحول إلى فعل روحي، إلى يقظة تهمس في أذن القارئ بأن الحياة أكثر اتساعاً مما تضيّقه العادات، وأن الفكر لا يكتمل إلا حين يمتزج بالحدس، وأن الإنسان، في جوهره، ليس كائنًا سياسياً أو اقتصادياً أو حتى اجتماعياً، بل كائنٌ يبحث عن معنى في بحر اللامعنى، عن حضور في زحام الغياب.

وهناك، في هذا المنعطف الحادّ بين الحياة الصاخبة والحقيقة الصامتة، تقف شخصية أدبية متفردة، لا يمكن اختصارها في لقب أو وظيفة أو عنوان، شخصية هجرت التعريفات الكبرى كي تمسك باللحظات الصغيرة، آمنت بأن النور لا ينزل دفعة واحدة بل بالتدريج، وأن الكتابة التي لا تُغني الروح ليست جديرة بالبقاء، إنها تجربة لا تنتمي إلى زمن، بل تنتمي إلى كل الأزمنة، تخرج من رحم الشرق وتتغذى على حكمة الغرب، لكن روحها تحلق في فضاء ثالث، حيث لا هوية إلا الإنسان، ولا دين إلا الحب، ولا معرفة إلا التأمل.

شخصيتنا اليوم هي الأديب الكبير، ميخائيل نعيمة الذي هو ليس مجرد أديب من القرن العشرين، بل هو لحظة استثنائية في التاريخ الأدبي والفكري العربي، لحظة اختلطت فيها الغربة بالروح، والنقد بالتصوف، والشرق بالغرب، لتُنتج صوتاً أدبياً لا يشبه إلا ذاته، حين وُلد في بسكنتا عام 1889، لم يكن المشرق قد استيقظ تماماً من صدمته الحضارية مع الغرب، وكان لبنان لا يزال يتلمس طريقه ما بين التقليد العثماني وبواكير الصحوة الثقافية، وفي خضم هذا التوتر ولد طفل هش في مظهره، قوي في داخله، سيتحول لاحقاً إلى أحد أكثر العقول التي فتحت نافذة الأدب العربي على آفاق غير مسبوقة.

لقد نشأ في بيت مسيحي شرقي أرثوذكسي، وتربى على إيقاع التقاليد القروية التي تحفظ ما وصلها من الدين والعادات، لكنه منذ الصغر كان يميل إلى العزلة والتأمل، وكان يقرأ الوجود لا كما يُروى في الكتب بل كما يُحسّ ويُعاش، ثم رحل إلى الناصرة، ثم إلى روسيا، وهناك دخل مدرسة لاهوت أرثوذكسية روسية، ليس بدافع التقشف ولا الطموح الكهنوتي، بل بدافع العطش، وهناك، وسط التراتيل والطقوس، بدأ الصراع الداخلي يتشكل: كيف يُحب الله تبارك وتعالى، ويُخشى في الوقت ذاته؟ ولماذا يتوسل الإنسان إلى خالقه بلغة جامدة لا تمس القلب؟ بدأ الشك لا كتهمة بل كفضيلة، وكان ميخائيل من أولئك القلائل الذين أدركوا أن الإيمان الحقيقي لا يأتي من التلقين، بل من التجربة، من الغرق ثم النجاة، من الانهيار ثم التجلّي.

لقد كانت روسيا حينها على شفا الثورة، وكانت أفكار تولستوي ودوستويفسكي وجوركي تمخر العقول مثل صواعق روحية، وهنا تتفتح شخصية ميخائيل على العالم، لا كقارئ فقط، بل كمتفاعل، ككائن يمشي على حد السكين بين الروح والفكر، بين التصوف والفلسفة، بين العقيدة والحرية، ولما شد الرحال إلى أمريكا عام 1911، كان ذلك وتداً إضافياً في التيه، لكنه لم يكن تيه الحيرة بل تيه البحث، والفرق شاسع، درس في جامعة واشنطن في سياتل، وتنقل بين الأدب والقانون واللغات، ولم يكن طالباً نهماً للدرجات، بل متذوقاً لمعنى الوجود، مستنطقاً لنصوص شكسبير وتولستوي وبيكون لا كأعمال أدبية، بل كصدى للأسئلة الكبرى التي تراوده.

أيضاً، الولايات المتحدة فتحت له أفقاً آخر، هناك لم يعد الدين مسيطراً كما في روسيا، بل حلت مكانه المادة، وحين رأى ذلك، لم ينبهر بالحداثة، بل تحسس وجهها الآخر: ذلك الفراغ الداخلي، ذلك الإنسان الذي يملك كل شيء ولا يعرف لماذا. ولأن نعيمة لا يحب الأحكام الجاهزة، لم يكن يرفض الغرب، لكنه في ذات الوقت كان يرفض أن يُسلم روحه له، وهكذا نشأ بداخله تيار ثالث، لا شرقي خالص ولا غربي صِرف، بل إنسانوي، روحي، يرى أن لكل حضارة جانبًا معطّلاً وآخر مضيئاً، والمطلوب هو توليف الحقيقة من هذه الشظايا.

في نيويورك التقى بجبران خليل جبران، وتلاقى الاثنان على نغمة روحية عميقة، وكان تأسيس “الرابطة القلمية” ليس مجرّد فعل تنظيمي بل ثورة وجدانية على بلاغة ميتة، وثقافة تكتب لترضى عنها السلطة أو الطائفة أو الجمهور، لقد كان الاثنان يؤمنان بأن الكلمة إذا لم تكن نابعة من الداخل، فهي لا تستحق أن تُكتب، وكانا يتعاملان مع الأدب كما يتعامل الصوفي مع الذكر: وسيلة للوصول إلى جوهر أعلى، إلى نوع من التجلّي، لكن ما ميز نعيمة عن جبران هو سكونه الداخلي، كان جبران ثائراً، صاخباً، بينما كان نعيمة ساكناً مثل الجبل، عميقًا كصلاة في منتصف الليل، يكتب كما يتنفس، ويتنفس كما يتأمل.

نثر ميخائيل في مهجره الأمريكي عدداً من الأعمال التي لا تزال حتى اليوم تطرق أبواب القلب: لم يكتب روايات بالمعنى التقليدي، بل رؤى مكتوبة، قطعاً تأملية مغلفة بالحكاية، تأملات تتجاوز الزمان والمكان. كتبه لا يمكن تصنيفها ببساطة: ليست فلسفية تماماً، ولا دينية خالصة، ولا أدبية فقط، بل هي تمارين وجودية بلغة شاعر، كان يرى أن الإنسان لا يُقاس بعلمه بل بوعيه، ولا يُحرر بالكلمات بل بالبصيرة، ولهذا جاءت أعماله محملة بما يشبه دعوة سرية للانتباه، للعودة إلى الأصل، للخروج من أقفاص الهوية واللغة والتاريخ والاسم، والرجوع إلى الإنسان بوصفه كائنًا حرًا يتأمل الله في نفسه.

ولما عاد إلى لبنان عام 1932، عاد كما يعود النساك إلى الجبل، لم يعد ليخطب أو يُبشّر، بل ليصمت ويكتب ويزرع ويصغي، اختار العزلة في قريته بسكنتا، لكن عزلته لم تكن هروباً، بل حضوراً عميقاً، مثل جذور الشجرة في التربة. ظل في صمته يتأمل العالم، وكتب، دون أن يصدر ضجيجًا، مذكراته ومسرحياته وتأملاته، كلها بتلك اللغة التي تنسل كالماء، تحمل البساطة في ظاهرها، لكنها تحمل عمق البحر في باطنها. وكان ناقداً، لكنه لم يكن قاسياً، بل حنوناً في نقده، كمن يحاول إنقاذ ما تبقى من الروح.

آمن بأن الإنسان يولد مرتين: مرة بيولوجيًا، ومرة حين يصحو وعيه. وكان يعتبر الكتابة شكلاً من أشكال اليقظة، وكان يحذر من كل شيء يُسكن الإنسان في النوم العميق، من الإيديولوجيا، من الطائفية، من الأدب المجوف، من السياسة التي تتحدث باسم الشعب بينما تقتله، ومن الدين حين يُختصر في الطقوس وينسى الحب، لم يكن يكتب ليهاجم، بل ليوقظ، كان صوته يشبه صوت الحكماء القدماء، أولئك الذين لا يصرخون، لكنك تشعر بأن صوتهم هو الوحيد الذي يجب أن يُسمع.

ولم يكن انحيازه إلى الروحانية يعني أنه غارق في الغيب، بل كان أكثر الناس إدراكاً للواقع، لكن بطريقته. كان يرى في الظلم فعلاً ناتجاً عن جهل الروح، وفي السياسة لعبة تتجاهل الإنسان، ولهذا لم يدخل في صراعات زمنه، بل كتب فوقها، كما يُكتب النور فوق الظلمة. وحين تقرأ “مذكرات الأرقش” أو “كن فيكون”، فإنك لا تدخل رواية، بل تدخل معبداً، تدخل خلوة فكرية تشبه صلاة طويلة.

لقد عاش قرابة قرن، مات في 1988، لكنه لم يمت أبداً في الوعي العربي، لأن أعماله لا تزال تمسّ الجرح، لا تزال تقول أشياء لم تقال، ولا تزال تصمد في وجه التحولات لا لأنها ضدها، بل لأنها أعمق منها، لم يكن ميخائيل نعيمة مجرد أديب، بل كان تجربة روحية كاملة، تجربة تتجاوز الأطر الجغرافية والدينية والزمنية. هو ذلك الصوت الذي ما زال يقول لنا، بعد كل هذه السنوات: كن إنسانًا، فقط، وستصل.

وهكذا، تظل تلك التجربة الأدبية والإنسانية شاهدة على عبقرية لا تصخب، بل تهمس، لا تتفاخر، بل تتسامى، لا تقتحم، بل تفتح الأبواب على مصراعيها أمام قارئ لا يبحث عن معلومة، بل عن معنى، لا عن أسلوب براق، بل عن نبض حيّ. إنها رحلة كاتب اختار أن يكون راهباً في محراب الكلمة، لا خطيباً في أسواق البلاغة، وآمن أن الأدب إن لم يكن امتداداً للذات في أنقى حالاتها، فقد تحوّل إلى سلعة، وإن لم يكن إنصاتاً إلى الماورائي في الإنسان، فقد اختزل نفسه في وصف العابر. لقد مضى هذا المفكر والشاعر والناقد بعيداً عن مراكز الضوء، لكنه ترك أثرًا يشع من الأعماق، لا يُمحى لأنه ليس مصنوعًا من الحبر وحده، بل من التأمل، من الألم، من الحب، من السؤال، ومن سكينة من اكتشف أن الطريق لا تؤدي إلى الجواب بل إلى الذات.

هو ليس مجرد اسم في كتب الأدب، بل نَفَس طويل عبر قرن كامل، ينقلنا من قسوة النفي إلى حنان العودة، من جمود التقليد إلى دفء المعنى، من ارتباك الهوية إلى اتساع الإنسانية. من يقرأه لا يخرج محملاً بآراء جاهزة، بل متخففاً من أوهام كثيرة، أكثر استعدادًا لاستقبال الحياة ببساطتها العميقة، وأكثر قدرة على الإصغاء لصوت داخلي طالما غطّاه ضجيج العالم. إنه رجل الكلمة التي لا تُقاس بوقعها الظاهري، بل بمدى ما توقظه فينا من دهشة، من حنين، ومن توقٍ لا ينطفئ إلى الأفق البعيد، حيث يلتقي الفن بالحكمة، وتلتقي الروح بالحقيقة في صمتٍ نبيل.

عبد العزيز بدر عبد الله القطان / كاتب ومفكر – الكويت.

Share200Tweet125
  • About
  • Advertise
  • Privacy & Policy
  • Contact
Whatsapp : +96899060010

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

You cannot copy content of this page

No Result
View All Result
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات

Copyright © 2024