د..صالح بن عبدالله الخمياسي
في عصر بات السؤال المتداول فيه هل الكتاب الورقى أجدى ام الكتاب الإليكتروني أم ان كلاهما يعد تعزيزا للمعرفة و توسيعا لنطاق الحراك الثقافي و الحث على القراءة لكي ينهل الجميع من معين المعرفة ، يطل علينا معرض مسقط الدولي للكتاب و هو يحاكي الشمس في نشر خيوطها الذهبية ضياءا و نورا لتوقض الناس من سباتهم و تتجدد الحياة من حولهم و يرسمً خيالهم الخصب حجم طموحهم و مستقبلهم المأمول.
حراك ثقافي يترقبه محبيه من عمان و خارجها كل عام فهو يهطل عليهم كالمطر فتنعش نفوسهم زخاته و تطرب قلوبهم أجواءه الدافئة . ظاهرة تأتي مع إطلالتها السنوية للتأكيد بأن الكتاب خير جليس في عصر بات إقتصاده يوصف بالإقتصاد المعرفي محركه البحث العلمي و الإبتكار و دافعه التكيف و الإسراع إلى مواكبة مستجدات العصر و يبقى الإنسان سيد التفاعل و الحراك و هو من يجني الحصاد و يحظى بثمارة.
و أنا أتجول في المعرض توقفت امام ركن من اركان المعرض فلمحت عيني عبارة ” مبادرة شغف ” فتملكني الفضول لمعرفة ماهية تلك المبادرة و الغرض منها و تفاصيل عنها فأخذت اتجه نحوها فازداد فضولي حينما قرأت كلمتي
“خلا نقرأ” . ألقيت السلام ثم أخذت أتحدث مع أكرم بن سيف المعولي مؤسس تلك المبادرة ليخبرني المزيد عن مبادرة شغف فعرفت أنها مبادرة تثقافية حمل بين ثناياها شغف كبير لخدمة إخواننا و أبناءنا من ذوي الإحتياجات الخاصة . أخذ أكرم يحدثني عن المبادرة قائلا:
نحن كفريق مبادرة شغف ننظم عدد من البرامج و يأتي من أهمها برنامج “خلا نقرأ” الذي يتم تنظيمه خلال فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب. تتمحور فكرته في تجميع ما نحصل عليه من الكتب التي نحصل عليها من المتبرعين من الأفراد و المؤسسات و نتولى توزيعها بالمجان على الأفراد ذوي الإحتياجات الخاصة.
ثم يستطرد قائلا هذه هي السنة الثالثة على التوالي و مما يميز هذه السنه هو توفر كتب جديده و أخرى شبه جديدة التي حصلنا عليها كدعم من بعض المؤسسات الحكومية و الخاصة. لقد فاق عدد زوارنا هذه العام عن العدد في السنتين الماضيتن.
يقول أكرم لدينا برامج اخرى مثل سافر نحو الآفاق و هو عباره عن وحلة سنوية خارج السلطنة مع مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصه لحضور فعالية ثقافية او مشاركة في فعاليات دولية خارج البلاد و هي بحد ذاتها فرصة للتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى.
كذلك لدينا برنامج تمكين حيث نوفر من خلاله عدد من البرامج التدريبيه يتم تنفيذها كل شهرين في مجالات مختلفة لتنمية الذات و صقل المهارات. و التي نحاول من خلالها تعزيز قدرات الشريحة المستهدفة.
كما نولي الفنون التشكيليه اهتمامنا فنحن نشارك في معرض فنً مسقط الذي ينظمه مركز عمان للمؤتمرات و المعارض بحيث تتاح مساحات للفنانين التشكيليين من ذوي الإحتياجات الخاصة
يستطرد أكرم في الحديث عن مبادرة شغف و حول مدى التأثير فيقول لقد لمسنا ازدياد في عدد الحضور حيث يأتي الزوار من المدارس التي يدرس بها ذوي الإحتياجات الخاصة و المكفوفين و الصم و التوحد
و التوحد لاغتناء الكتب فنحن لدينا كتب متعددة و متنوعة و لمختلف الأعمار، علما بأننا وزعنا هذه السنة كتب للأطفال كذلك، علما بأنه عندما تتبقى بعض الكتب نحاول الوصول ذوي الإحتياجات الخاصة في الولايات لتوزيعها عليهم.
عن “خلا نقرأ ” يقول عمار البوسعيدي أحد زوار ركن مبادرة شغف بالمعرض خلا نقرأ من المبادرات المميزة، أنا دائما احرص على زيارة ركن المبادره بشكل سنوي و هناك نمو ملحوظ في الزوار و أرجو ان يستمر لها هذا التميز.
مما هو جدير بالذكر أن مبادرة شغف تعمل وفق حوكمة جلية فهي كمبادرة لها رسالة و رؤية و إستراتيجيات يسعى من خلالها الفريق المختص الذي يترأسه أكرمً إلى تحقيق نمو مستدامً يدخلون من خلاله السعادة في نفوس الفئة المستهدفة.
عن تطلعاتهم القادمة يحدثنا أكرم قائلا : أننا نعمل على الإعداد لجائزة مبادرة شغف للثقافة و التي ستتيح للمتنافسين من ذوي الإحتياجات الخاصة الفرصة لإطلاق العنان لإبداعاتهم.
قبل أن أودعه و البسمة تتربع على وجهه قال أكرم اود توجيه رساله إلى ان هذا الجهد تطوعي لذا نناشد المؤسسات بدعم مبادرتنا لكي نهتم بالفئةً المستهدفة و نشجعهم على القراءة و الأخذ بأيديهم للمزيد من الإبداع.
ودعته شاكرا و متأملا أن شغف العطاء واسع الفضاء فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .
د. صالح الخمياسي
باحث و مدرب و كوتش في القيادة الذاتية و التغيير الشخصي.