الإثنين, يونيو 23, 2025
  • Login
عاشق عُمان
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات
No Result
View All Result
عاشق عُمان
No Result
View All Result




Home مقالات

أسطرلاب المعرفة: كيف حيّر عالم الصحراء مراصد القرن التاسع عشر؟

21 مايو، 2025
in مقالات
أسطرلاب المعرفة: كيف حيّر عالم الصحراء مراصد القرن التاسع عشر؟

عبد العزيز بدر عبد الله القطان*

لقد كان القرن التاسع عشر فترة محورية في تاريخ العالم الإسلامي، حيث شهدت تحولات جذرية في موازين القوى العالمية، وفي خضم هذه التحولات الكبرى، برزت شخصيات علمية استثنائية حافظت على إرث الحضارة الإسلامية العلمي رغم كل التحديات. ومن بين هذه الشخصيات البارزة، يطل علينا عالم من عمق الصحراء الموريتانية، إنه العلامة أحمد محمد الشنقيطي، الذي يمثل بحق ظاهرة علمية فريدة تستحق الدراسة والتحليل العميق. إن التأمل في سيرة هذا العالم الجليل يفتح أمامنا آفاقاً واسعة لفهم طبيعة العلم ومسيرته في المجتمعات الإسلامية خلال مرحلة الغروب الحضاري، ويكشف لنا عن قدرة العقل المسلم على الإبداع والابتكار حتى في أحلك الظروف.

في منطقة شنقيط، تلك البقعة النائية من العالم الإسلامي التي حافظت على استقلالها الفكري والعلمي رغم كل العواصف، نشأ الشنقيطي في بيئة علمية مكثفة تختلف تماماً عن نظيراتها في المشرق أو المغرب الإسلامي. لقد كانت المحاظر الموريتانية ظاهرة تعليمية فريدة من نوعها، جامعات متنقلة في عمق الصحراء، تحمل في طياتها سر بقاء العلم في هذه المنطقة القاسية. في هذه البيئة التعليمية الاستثنائية، تلقى الشنقيطي تعليمه المبكر، حيث بدأ بحفظ القرآن الكريم وفق المنهج الشنقيطي الصارم الذي يجمع بين الإتقان اللغوي والفهم العميق للنص. لكن ما يميز مسيرة الشنقيطي التعليمية هو ذلك التنوع المعرفي غير المسبوق، حيث انتقل من دراسة علوم القرآن والحديث والفقه إلى تعمق غير مألوف في العلوم العقلية، خاصة الرياضيات والفلك، في وقت كان فيه هذا الجمع بين التخصصات نادراً بل ومستغرباً في بعض الأحيان.

لقد شكلت شخصية الشنقيطي العلمية نموذجاً فريداً للعالم الموسوعي الذي يجمع بين التخصص الدقيق والرؤية الشمولية. كان منهجه العلمي يجسد ذلك التكامل النادر بين الأصالة والمعاصرة، بين التمسك بالتراث العلمي الإسلامي والانفتاح على الإضافات الجديدة. اعتمد في أبحاثه على الملاحظة الدقيقة والتجربة العملية، فالصحراء الشاسعة بسمائها الصافية كانت معمل رصده المفتوح، حيث أمضى سنوات طويلة في تتبع حركة الأجرام السماوية وتسجيل ملاحظاته بدقة متناهية. لم تكن هذه الملاحظات مجرد تسجيلات عابرة، بل كانت أساساً لحسابات رياضية معقدة وضعها في جداول فلكية دقيقة، تظهر براعته في الجمع بين النظرية والتطبيق. لقد فهم الشنقيطي أن العلم الحقيقي ليس مجرد نظريات مجردة، بل هو أداة لحل مشكلات المجتمع، فوجه جزءاً كبيراً من أبحاثه نحو تطبيقات عملية تخدم الناس في حياتهم اليومية، خاصة في تحديد أوقات الصلاة واتجاه القبلة، وهي من أكثر المسائل العلمية تعقيداً في ذلك الوقت.

وفي مجال علم الفلك، الذي كان يمثل ذروة العلوم الدقيقة في الحضارة الإسلامية، قدم الشنقيطي إسهامات علمية تجعله في مصاف كبار علماء الفلك عبر العصور. لقد طور أنواعاً متقدمة من الأسطرلابات تختلف عن النماذج التقليدية، حيث أضاف إليها تحسينات تتناسب مع خطوط العرض في غرب أفريقيا، مما يدل على فهمه العميق لخصائص السماء في هذه المنطقة. هذه الأسطرلابات لم تكن مجرد نماذج نظرية، بل كانت أدوات عملية استخدمها في رصداته اليومية، حيث ترك لنا وصفاً دقيقاً لطريقة صناعتها واستخدامها، مما يمكننا اليوم من إعادة بنائها وتجريبها. أما جداوله الفلكية لحساب مواقيت الصلاة وحركة الشمس والقمر، فهي تمثل ذروة الإنجاز العلمي في ذلك العصر، حيث اعتمدت على سنوات طويلة من الرصد المتواصل والتحليل الدقيق. تشير الدراسات الحديثة التي قارنت بين هذه الجداول والحسابات الفلكية المعاصرة إلى درجة مذهلة من الدقة، خاصة في تحديد أوقات الشروق والغروب وحركة القمر، مما يدل على أن الشنقيطي توصل إلى قوانين رياضية دقيقة تسبق عصره بسنوات طويلة.

أما في مجال الرياضيات، يظهر عبقريته من خلال تطويره لنظام حسابي متكامل يعتمد على فهم عميق للعلاقات الهندسية والمثلثات الكروية. لقد طور طرقاً حسابية مبتكرة لقياس الزوايا والمسافات، معتمداً على نظام التقسيمات الدقيقة الذي ابتكره، والذي كان أكثر تطوراً من النظم المماثلة في ذلك الوقت. كما ترك أبحاثاً قيمة في مجال الهندسة التطبيقية، خاصة ما يتعلق ببناء المساجد وتحديد اتجاه القبلة فيها بدقة متناهية، حيث وضع قواعد هندسية يمكن تطبيقها في مختلف الظروف الجغرافية. وكان له فضل كبير في تطوير آلات حسابية بدائية لكنها فعالة، تعتمد على مبادئ رياضية دقيقة، ساعدت طلبة العلم في إجراء العمليات الحسابية المعقدة التي تتطلبها الدراسات الفلكية. هذه الإنجازات الرياضية لم تكن مجرد نظريات جامدة، بل وجدت تطبيقات عملية في مجالات المساحة والبناء والملاحة الصحراوية، مما سهل حياة الناس في تلك البيئة القاسية.

لم يكن إنجاز الشنقيطي مقصوراً على الجانب النظري، بل امتد إلى الجانب التربوي والتعليمي، حيث كان معلماً متميزاً ترك بصمته على أجيال من العلماء. لقد درب العشرات من التلاميذ الذين أصبحوا بدورهم علماء مبرزين في مختلف التخصصات، ونشر المعرفة العلمية في مناطق واسعة من غرب أفريقيا عبر تلاميذه الذين انتشروا في مختلف البلاد. كان منهجه التعليمي يجمع بين الصرامة العلمية والمرونة التربوية، حيث كان يعد دروسه بعناية فائقة، ويقدم المعلومة العلمية المعقدة بأسلوب واضح وسلس، مع الاهتمام الشديد بالتطبيقات العملية التي تساعد الطالب على فهم النظريات المجردة. كما ترك مكتبة علمية غنية شملت مخطوطات في مختلف العلوم، بعضها بخط يده، تحوي بالإضافة إلى النصوص الأصلية، شروحاً وتعليقات وحواشي تظهر عمق فهمه ونظرياته العلمية المبتكرة. هذه المخطوطات التي حفظتها الخزائن الموريتانية بعناية فائقة، تمثل اليوم كنزاً علمياً ثميناً يكشف عن جانب مهم من تاريخ العلوم في المنطقة.

وفي عصرنا الحالي، حيث تشهد العلوم الإسلامية نهضة جديدة، نجد أن إرث الشنقيطي يحتفظ بقيمته العلمية والتطبيقية بطرق متعددة. فحساباته الدقيقة للمواقيت يمكن أن تشكل أساساً لأنظمة تحديد الأوقات الإسلامية الإلكترونية الحديثة، خاصة في المناطق التي تشهد ظروفاً مناخية مماثلة لغرب أفريقيا. وملاحظاته الفلكية الدقيقة التي سجلها على مدى سنوات طويلة تشكل اليوم مصدراً قيماً لدراسة التغيرات الفلكية والمناخية في المنطقة، حيث يمكن من خلالها تتبع بعض الظواهر الفلكية على المدى الطويل، مما يفيد في الدراسات المناخية والتاريخية. كما أن منهجه في الجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الدقيقة يمثل نموذجاً رائعاً للتكامل المعرفي الذي نحتاجه اليوم في عصر التخصصات الدقيقة والعلوم المتقاطعة. والأهم من ذلك كله أن تجربته تثبت إمكانية الإبداع العلمي في ظل ظروف صعبة وبأدوات بسيطة، وهو درس بالغ الأهمية للباحثين في الدول النامية اليوم الذين يواجهون تحديات مماثلة في ظل شح الإمكانات.

إن التأمل في عبقريته يكشف لنا عن سر تميزه، فهو لم يعتمد على التكنولوجيا المتطورة، بل على عمق الفهم ودقة الملاحظة وإخلاص البحث والتفاني في طلب العلم. لقد استطاع أن يحول قسوة البيئة الصحراوية إلى ميزة علمية، حيث وفرت له السماء الصافية ظروف رصد مثالية، كما أن بعد المنطقة عن المراكز الحضرية الكبرى منحه نوعاً من الاستقلال الفكري الذي سمح له بتطوير نظرياته بعيداً عن الضغوط التقليدية. طريقته في البحث العلمي التي جمعت بين الأصالة والابتكار، بين التمسك بالتراث العلمي الإسلامي والانفتاح على الإضافات الجديدة، تمثل نموذجاً فذاً للبحث العلمي الرصين الذي يحتذى به في كل العصور.

إن إعادة اكتشاف تراث الشنقيطي اليوم ليست مجرد عمل أكاديمي يهدف إلى إنصاف رجل غيبه التاريخ، بل هي ضرورة علمية وحضارية. فهو يمثل حلقة مهمة في سلسلة العلم الإسلامي التي امتدت عبر القرون، كما أن دراسته تفتح أمامنا نافذة على عصر مهم من تاريخ العلوم في غرب أفريقيا الذي لا يزال غير معروف بالقدر الكافي. إن قصة هذا العالم الكبير تذكرنا بأن الحضارة الإسلامية أنجبت علماء أفذاذاً في كل العصور، حتى في أحلك الظروف، وتدفعنا إلى التساؤل عن الكنوز العلمية التي لا تزال مخبأة في مخطوطات لم تدرس بعد، وعن العلماء المنسيين الذين ينتظرون من يكتشف إنجازاتهم.

وإن إحياء تراث الشنقيطي والعلماء مثله ليس مجرد عمل أكاديمي جاف، بل هو إعادة لربط حاضرنا بماضينا العلمي الزاخر، واستلهام للدروس في الإبداع والابتكار. إن دراستنا لهذا العالم الكبير تذكرنا بأن العلم الحقيقي لا يعرف حدوداً جغرافية أو زمنية، وأن الإبداع يمكن أن يزهر في أحلك الظروف إذا توفرت العزيمة الصادقة والرغبة الحقيقية في المعرفة. لقد آن الأوان لكي نعيد الاعتبار لهؤلاء الرواد الذين حافظوا على شعلة العلم متقدة في أصعب الأوقات، وجعلوا من المعرفة نوراً يهدي البشرية عبر العصور.

*كاتب ومفكر – الكويت.

Share198Tweet124
  • About
  • Advertise
  • Privacy & Policy
  • Contact
Whatsapp : +96899060010

Welcome Back!

Login to your account below

Forgotten Password?

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Log In

You cannot copy content of this page

No Result
View All Result
  • أخبار
    • الطقس
    • Oman News
  • مقالات
  • وظائف وتدريب
  • ثقافة وأدب
    • شعر
    • خواطر
    • قصص وروايات
    • مجلس الخليلي للشعر
  • تلفزيون
    • بث أرضي للقناة الرياضية
  • لا للشائعات
  • المنتديات

Copyright © 2024