] بثلاثة وعشرون يوليو قد حطم أصفادا ، وأزاح ظلاماً عنا ، ولوانا بالمجد تهادا [
كان يوماً خالداً ، ظهر فيه الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، وتأتي ذكرى هذا اليوم العظيم ، وقد رحل مفجر النهضة العمانية الحديثة ، رحل عنا جسداً في بطن الثرى ، وفي الثرياء وهجا ، والأثر باق ، تتفاخر به الأجيال ، جيل بعد آخر، والجراح مهما عظمت وكبرت ، ستمنحنا الدنيا جلداً ، لنكون بقدر المشيئة الربانية ، لنحتمل اشواك الصبر ، والثالث وعشرون من يوليو المجيد يهل علينا في العام الخمسين على النهضة المباركة ، بعد هدوء الراجفة ، التي لم تهتز لها أرض الوطن فحسب ، بل اهتزت لها الأرض قاطبة ، وكأن الرادفة اتبعتها.
مولانا السلطان قابوس طيب الله ثراك، يظل ميراثك الحضاري مكتوبا بحروف من نور على صفحات التاريخ، رحلت وسلمت الراية لمن هو عليها يؤتمن، ليكمل لوحتها لتبقى في سجل السرمدية، لتبقى النوافذ مشرعة لعبور الحلم الفسيح، والابتعاد عن مآرب التيه والتخبط في دروب الكراهية والحسد، لتظل أمنيات هذا الشعب ذهبية كشعاع الشمس، ترسم وعداً لربيع قادم، مولانا السلطان قابوس طيب الله ثراك، أية محافظة أو مدينة كانت أبنتك المبجلة؟ لم نتجرأ على سؤالك وأنت بيننا، لكننا على يقين بأن نهضتكم المباركة، شملت كل شبر من أرض الوطن، فكانت عمان هي الابنة المبجلة، كنت تبذر وتترك الحصاد لنا، برحيلك في ذلك اليوم الحزين الباكي أظلمت بوابة الدنيا لتضيء أبواب الفراديس، خسرت الدنيا قدرا كبيرا من كيمياء جمالها، ولمرقدك مولاي تنسكب أباريق الجنان بسلسبيلها لترطب قبرك، وندعو المولى عز وجل لك بالرحمة والمغفرة، وسلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا.
مولانا السلطان هيثم بن طارق حفظكم الله ، ذكرى الثالث والعشرين من يوليو، بداية النهضة المباركة ، وقد عقدنا العزم منذ إشراقة فجرها الأول بأن نكون مناضلين معاهدين نحو المستقبل ، متفائلين بغد أعظم وأكثر إشراقا ، وسوف نمضي تحت قيادتكم الحكيمة مجتهدين واثقين الخطى لبدء مرحلة جديدة نحو مسيرة المجد لعزة عمان ورقيها ، نرتقي بها نحو المعالي والسمو ، فتبتسم لنا الأيام مرة أخرى ، مولاي السلطان هيثم حفظكم الله – لا نجد عبارات تناسب مقامكم السامي لأنكم أكبر منها ، فأنتم شموس تضيء مستقبل الوطن عطاء وآمالا وتضحيات من أجل الوصول بأبنائكم إلى المعالي ، لتظل النهضة المباركة وبرغم الجرح … متجذرة متجددة .
بدر بن عبدالله بن حبيب الهادي