كنت ألوم نفسي بشدة عقب كل مناشدة أو مطالبة صدرت مني حول كتاباتي المتعددة عن وجوب إعادة النظر في افتتاح بيوت الله، وأذكر نفسي بأنني لا أملك أثارة من علم في جميع المجالات ، وتصل أميتي في الجانب الطبي مائة في المائة، وأسأل الله السلامة في الجانب الديني، ضارعاً إليه بالستر وحسن الخاتمة..
فأقنعت نفسي أن تترك الأمر لأهله، مع الثقة المطلقة بالمختصين الذين يبنون قراراتهم بعلمٍ وبصيرة، ووفق دراسات علمية، وبيانات دقيقة، فركنت نفسي أخيراً إلى هذه الحقيقة المطلقة التي لا يعتريها شك ولا ريب ولا تشوبها شائبة ..
إلا أن القرار الأخير الصادر من اللجنة المتخصصة المسؤولة عن متابعة تطورات جائحة كورونا التي أكدت على عودة المدارس للعام الدراسي ٢٠٢٠ / ٢٠٢١ م في موعده المحدد الحادي من شهر نوفمبر المقبل.. أثار فضولي وأعاد إليَّ هلوستي من جديد لكي أعقد مقارنة عفوية بين أريحية إقرار عودة المدارس بما تحمله من مخاطر، أكان ذلك في الحافلة أم الفصل الدراسي ، وبين التشدد في إعادة افتتاح المساجد التي لا يمضي المصلي فيها أكثر من خمسة عشر دقيقة في كل صلاة على أبعد تقدير، والحضور القليل للمصلين مع كثرة المساجد ، مقارنة بعدد الطلاب الذين سيحشرون في حافلة واحدة، ونحن نعلم أن حافلات المدارس تكنز عن آخرها في الأعوام الدراسية الماضية..
ورغم أن نفسي اللوامة ترجح كفة أن افتتاح المساجد أقل خطورة عن العودة إلى المدارس بكل المقاييس، إلا أنه بالرجوع إلى الواقع الفعلي والمعاش أعيد تخطئة نفسي وزجرها بأنها هي المخطئة، وأن عليها ألا تفكر إطلاقاً خارج الصندوق، وفوق مستواها المعرفي الضئيل، وأن تعرف قدرها جيداً ، ورحم الله امرؤٌ عرف قدر نفسه، وهو خير الحافظين.
مسهريات يكتبها ناصر بن مسهر العلوي
ولاية بهلا الخميس ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠ م