مع انطلاق الاحتفالات اليهودية، بدا التوتر واضحاً في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، خاصة مع إحكام الكيان الصهيوني قبضته على المعابر نحو الأراضي الفلسطينية، لكن المقاومة أقوى من الاحتلال وهاشتاغ “يالله ياعرب” شبان فلسطينيون محاصرون داخل #المسجد_الأقصى يوجهون نداء استغائة بالعرب والمسلمين لحماية المقدسات الإسلامية في #القدس #فلسطين وهذا يكفي للقول بأن المرابطون هم المعنيون بالدفاع عن مقدسات الأمة كلها، طالما العرب في غفلةٍ عنها.
الكيان الصهيوني يعبث بكل القوانين الدولية، وعليه تحمل كامل المسؤولية لأن الضغط يولد الانفجار، وما دامت القدس والمقدسات في خطر، فإن العالم العربي كله في خطر، وما يجري في القدس والمسجد الأقصى هو حقيقة جريمة بحق الأمة جمعاء، وتكرار تدنيس الأقصى من قبل الصهاينة يعني استخفافاً صهيونياً بكل الشرائع الدولية، لكن نقول لهم إن المسجد الأقصى خط أحمر، واستمرار الاعتداء على المعتكفين وعلى قدسية الزمان والمكان، سيرتدّ على الاحتلال ومستوطنيه، خاصة ونحن في شهر الرحمة الذي فيه تتوقف الحروب لما له من قدسية ورمزية كبيرة لملايين المسلمين حول العالم، ومن حق الشعب الفلسطيني الصلاة في المسجد الأقصى، وكلنا توق لأن يأتي اليوم الذي نصلي فيه معهم جنباً إلى جنب، وطالما أيده الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما النصر إلا صبر ساعة.
سمع الجميع كما سمعنا ورأوا ما رأينا ماذاحدث في المسجد الأقصى المبارك، وفي بيت المقدس والصدام بين المقاومين الأبطال من إخواننا الفلسطينيين المرابطين هناك، لحماية المقدسات من دنس الاحتلال الصهيوني، وهذا الحدث وفي الشهر المبارك يذكرنا ويحيي في نفوسنا في كل مرة تحدث مواجهات من هذا القبيل، بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)، وهذا حديث يسمى “حديث الطائفة المنصورة”، لذلك أهل العلم مختلفين في موقع الطائفة المنصورة لأن الحديث فيه زيادات، بعض زياداته مقرّة وصحيحة، وبعض زياداته لم تقر لعدم صحتها، ومن زياداته التي أقرها بعض أهل العلم أن الصحابة رضوان الله عليهم، سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا يا رسول الله: أين هم؟ أي أن هم هؤلاء الطائفة المنصورة، فقال: هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، هذه الزيادة رواها الإمام أحمد في مسنده، بإسناد رجاله ثقات، وقد جوّد إسنادها الإمام الهيثمي، وذكر أن رجالها ثقات.
ولكن لبعض المحدثين أيضاً مآخذ على الإسناد والتفرد الوارد فيه، لكن بجميع الأحوال، المرابطون هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، وإذا كانت الرواية فيها مقال، الواقع لا يقبل الشك ولا يقبل التأويل، الواقع هو الذي نراه منذ 72 عاماً، هو أننا نرى المرابطون في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ولله دركم وعلى الله أجركم.
الإمام أحمد بن حنبل: (164 هـ – 241 هـ، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي فقيه ومحدِّث مسلم، ورابع الأئمة الأربعة).
الإمام الهيثمي: (735 هـ – 807 هـ، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي عالم من علماء الحديث النبوي، ومؤلف كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد).
وها نحن إذ عرفنا صحة هذا الحديث، وإقرار زياداته ورواته، نتبين أن المرابطون هم المقاومون الذين يدافعون عن المقدسات الإسلامية التي هي من أغلى ما نملك، المسجد الأقصى المبارك، هو لجميع المسلمين، لكن حراسه هم من ذكرهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وهم الطائفة المنصورة بإذنه تعالى، فأمة محمد هي خير أمة أخرجت للناس، والطائفة المنصورة التي تواترت بشأنها الأحاديث هم من خير أمة الإسلام، ولهذه الطائفة التي لن يخلو منها زمان، صفات تمثل مؤهلات نصر ومسوغات تمكين، وهي في النهاية تكاليف من أخذ الدين بقوة؛ وأمور تُمتثل شرعاً، ولا يُنتظر ظهورها على سبيل التمني قدراً، وصفات تلك الطائفة تمثل خطوطاً وخطوات شرعية، لتصحيح المسار المؤهِل لتحقيق النصر والعزة للمسلمين، والتفكر في الحديث النبوي الشريف المتفق عليه، واجب من واجبات المرحلة، وفريضة أيضاً ليرى المسلمون اليوم وفي كل يوم أين موقعهم منها، وليصححوا مسيرتهم في ضوء صفاتها، ويقوَّموا أحوالهم وفق خصائصها، وإلا فالبون سيظل واسعاً، والطريق سيكون طويلاً، لكن مع المقاومة التي نرى، إن النصر أقرب من حبل الوريد، وهذه القوة التي يمتاز بها أهل المقدس تؤكد أنهم هم الطائفة التي ستعيد للإسلام رونقه وبريقه وعظمته.
من هنا، تظل (الطائفة المنصورة) بخصائصها النظرية في النصوص الشرعية، مع تجلياتها العملية في المراحل التاريخية؛ نمطاً قابلاً للتكرار على مستوى الأمة، فهي بثاباتها على الحق في الدنيا تسير على طريق الحق والنجاة في الآخرة، وهذه الطائفة التي ميزها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي جزء من الأمة الإسلامية، لكنها جزء مهم وأساسي ومميز، لأنها تمثل موقعاً مهماً في العالم من خلال تواجدها في بقعة جغرافية طاهرة، وما يقوم به المرابطون الأبطال الشجعان لهو درس لجميع الأمم، بأن الحق لا بد أن يعود لأصحابه، ولا سكوت او خنوع أو قبول باغتصاب الأرض، وواجب الأمة الإسلامية اليوم أن تتوحد لحماية المقدسات لأن تدنيسها، تدنيس لكرامات المسلمين جميعاً وما من أحدٍ يقبل بذلك.
عندما نرى بطولات هؤلاء الشجعان، نفخر بأن بعض الأمة لا يزال بخير، وهذا درس لجميع الأنظمة المطبعة التي خالفت تعاليم الإسلام بأن وضعت يدها بيد المغتصب، ولم تختر الوقوف مع الحق، لذلك، عليهم أن يخجلوا من الشباب الأعزل الذي يدافع عن كرامة الجميع، دون وقوف أو مساندة من أحد، إلا الله تبارك وتعالى، وبوجود هؤلاء الأبطال لا خوف على أمة الإسلام لا والله، لله درهم وعلى الله أجرهم، هم الظافرون بكل الخير وكل اليقين أن فلسطين ستعود لأهلها، ونحن سنبقى من مناصري القضية الفلسطينية ولو معنوياً، لأن من يتخلى عنها لهو مرتد عن دينه وتعاليم دينه، لذلك نشد على أيادي أهلنا في فلسطين الحبيبة ونأمل أن يكرمنا الله تبارك وتعالى بالصلاة يوماً في المسجد الأقصى، فهذا حلم كل مسلم ونسأل الله تعالى ألا يطول تحقيق هذا الحلم.
عبدالعزيز بن بدر القطان / كاتب ومفكر – الكويت.