إن أهمية دراسة علوم الحديث كبيرة للغاية، حظيت باهتمام العلماء والفقهاء وطلبة العلم منذ تشكل العصر الإسلامي إلى يومنا هذا، اختلفت الأدوات بين الماضي والحاضر، لكن المرجع والمصدر الرئيسي كان ولا يزال أمهات الكتب التي تركها كبار العلماء من خلال رحلاتهم طلباً للعلم.
بدايةً نذكر بالتعريف بعلم الحديث، الحديث لغةً هو نقيض القديم، لأنه يحدث رويداً رويداً، ويستعمل في قليل الكلام وكثيره.
أما اصطلاحاً، ما أثر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من قول أو فعل أو تقرير، أو ما أثر عن الصحابة وآل البيت والتابعين من قول أو فعل، وبهذا يكون شاملاً للمرفوع والموقوف والمقطوع.
ويقسم الحديث إلى حديث رواية، وحديث دراية، وتأتي أهمية الحديث النبوي الشريف، بأنه الأصل الثاني، من أصول التشريع الإسلامي، بعد القرآن الكريم.
ويأتي الاهتمام بهذا الموضوع لجهة أهمية مدارس الحديث، حيث أن أغلب الرجال كما أشرت قد اهتمت اهتماماً كبيراً في مسألة دراسة العلل الحديثية في الأسانيد، وقد ظهر ذلك من خلال المصنفات الكثيرة التي تُعنى بهذا المجال، من خلال تحديد بلدان الرواة والإشارة بذكر الكوفي والبصري والشامي والواسطي والمكي، التي من خلالها نعرف انتساب الراوي لأي مدرسة من المدارس تلك.
ومن ثم نتبين تحديد المنهج الذي تأثير به إلى جانب المذهب الفقهي، وكذلك العقائد والتيارات الفكرية، التي عاصرت كل مدرسة على حدى، ومدى تاثيرها، حيث اعتبرت تلك المدارس من أهم وأوسع أدوات إنصاف العلل السندية.
( وللحديث بقية إن كان في العمر بقية )
عبدالعزيز بن بدر القطان