فجعت ولاية الخابورة وحلة الحصن خاصة وباقي ولايات السلطنة بالوفاة المفاجئة للطفلين “سعيد ” وشهم ” البلوشي غرقًا في بحر قرية الغليل التابعة لولاية السويق ، تلك القرية التي يسكنها أهل أم الطفلين ، فكانت الزيارة هذه المرة اتصفت بالمأساوية .
سعيد يبلغ من العمر ( 13 ) ربيعًا ، وشهم يبلغ من العمر ( 11 ) ربيعًا تقريبًا ، دخلا البحر لأجل السباحة وقضاء وقت ممتع على ذلك الشاطيء الجميل ، ولم يعلمان بأن أمواج البحر تتربص بهما حين رأى سعيد أخيه الأصغر يغرق في المياه ليهم لنجدته وانقاذه ، فكان ملك الموت ينتظرهما في نفس البقة ليقبض أرواحهما في تلك اللحظة وبنفس السبب .. أخوين لم يتفارقا في الحياة ، وشاء قدر الله على أن لا يتفارقا حتى في الممات .. أطفال في هيئة رجال كانا سويًا يحملان ثقل وصعوبة الحياة ، كانا سندًا لوالديمها .. ما أصعب الفقد ووجع الرحيل ٠
سعيد وشهم شعور مؤلم وقهر يستوطن أجسادنا حينما علمنا بقصة رحيلكما بهذه البشاعة من الدنيا ، فكان الموت أقرب وأسرع من انتشالكما من مياه البحر وأنتم أحياء ، هكذا هو قدر الله المحتوم لا مناص ولا مفر منه .. اللهم لا اعتراض على قدرك وحكمتك في خلقك ، أنكم طيور من طيور الجنة .. أنكم شفعاء لوالديكم .
مدرسة الحواري وأساتذتها وطلابها والعاملين فيها وجميع أركانها سيفقدانكما ، وزملائكم في ملعبكم ستكون أبصارهم شاخصة نحو ذلك الطريق الذي تطلون من خلاله إلى ( ملعب الشموخ ).
اللهم أدخلمها الجنة دون حساب ولا سابقة عذاب ، واجعلهما شفيعين لوالديهما .. اللهم اجعلهما ذخرًا لوالديهما وفرطًا وشفيعًا مجابًا .. اللهم أعظم بهما أجورهما وثقل بهما موازينهما وألحقهما بصالح سلف المؤمنين .. اللهم أجعلهما في كفالة إبراهيم عليه الصلاة والسلام .. اللهم ألهم ذويهم الصبر والسلوان ، وعوضهم خيرًا منهما إنك على كل شيء قدير ، وبالاجابة جدير .
إننا لمحزونون ، ونعزي أنفسنا في فقدكم الأبدي ، والله المستعان .. إنا لله وإنا إليه راجعون .
خليفة البلوشي