يعيش و يمر الإنسان في غالب الأحيان على العديد من التجارب الفاشلة و المحطات الصعبة و عقبات التحدي الكبيرة التي تكون سببًا في تشكيل شخصيته المهزوزة و بعض المعتقدات، و الأفكار و الآراء المغلوطة، بناءً على تلك التجارب الفاشلة التي عاشها و مازال يعيشها.
في حقيقة الأمر لا إراديًا تلك التجارب الفاشلة التي خاضها الإنسان وانغمس فيها ولدت لديه الكثير من المشاعر السلبية: كالإكتئاب، و الآلام النفسية والجسدية، وسببت له خيبة الأمل، و ضعف الشخصية، و الخوف و التردد من إعادة المحاولة؛ حتى لا يعيش شعور الفشل مرةأخرى.
بعد ذلك شيئًا فشئ يصبح لدى الإنسان أوهامًا عديدة ومختلفة تختلف باختلاف التجارب الذي عاشها و المحطات التي مر عليها و العقبات التي واجهها، بحيث أنّ هذه الأوهام دائمًا ما تجعلهُ في حيرةٍ مع نفسه وفي أمره، قد تجعلهُ يتخذ في كل مرة درع الحذر خوفًا من الخطأ ولكن هو يعتقدً أن بهذه الطريقة يحمي نفسه من ارتكاب الأخطاء مجددًا.
الإنسان عندما يعطي الأوهام مساحة كبيرة من التفكير تجعله يغرق جدًا جدًا في نفسه و حياته حتى يصدق أنه هذه هي حياته لن تتغير ولن تتبدل سوف تظل كما هي لا يوجد شيء مميز بها، هنا الإنسان قد يكون ظلم و قلل من شأنه لأنه لو ألتفت إلى نفسه لوجد أنه يستحق أن يتميز و يقدم المزيد من العطاء بعيدًا عن الأوهام التي يعطيها أكبر من حجمها، قد يجعل الإنسان الأوهام أيضًا هي المحرك الأساسي لحياته دون أن يشعر على نفسه من خلال عدم الاعتراف بها على أنها أوهام طبيعية يشعر بها أي إنسان عندما يفشل في تجربة ما والسعي في مواجهتها و التخلص منها لأنها لا تستحق كل هذه القيمة.
إن الإنسان هو المسؤول الأول في كيفية مواجهة هذه التجارب و كيفية التصدي لها و محاولة النجاح في الخروج منها دون أن يعطيها أكبرمن حجمها، بحيث عندما يفشل يستطيع المحاولة و التجربة مرات عديدة، بعد ذلك يستطيع ينهض و يخرج تلك الأوهام من عقله التي منعت من تقدمه و قيدته حتى أصبح عاجزًا في اتخاذ أبسط قرارته.
برأيي أن الوهم فعلًا عدو للنفس يطفىء الإنسان ويفقده لذة الحياة و السعي فيها بحيث يرى جميع من حوله في تقدم محققين نجاحاتكبيرة و هو في مكانه ثابت لا يتحرك غارقًا في أوهامٍ كاذبة ليست إلا أفكار وهمية خاطب الإنسان بها نفسه و ثم ترسخت في عقله الباطني جعلته عاجزًا في تغيير و تطوير نفسه و البدء من جديد ومن ثم خوض تجارب جديدة و متنوعة.
غفران بنت صالح الهدابية