كانت أمسية لا تنسى، قبل نحو 25 عاماً، عندما حظيت بلقاء سماحة الـssــيد ضمن أحد الوفود الأردنية المهنئة بـتـ.ـحـ.ـرير جنوب لبنان.
كان ذلك الوفد برئاسة القائد القومي والمـ.ـقـ.ـاتل الفلسطيني الراحل بهجت أبو غربية، وكنا 6 أنعم الله علينا بفرصة لقاء الـssـيد حـ.ـسـ.ـن وبمحاورته.
بشوشاً، منفتح الذهن والقلب، واسع الأفق، هادئاً راسخاً كثائرٍ قبل الطوفان، متواضعاً، سهلاً ممتنعاً، تلتقط عيناه ما بين السطور وأبعد، لم يبخل علينا بالوقت أو الحُلم، فأصغى وأصغى.
بما أنني كنت أصغر أعضاء الوفد سناً آنذاك، قبل 25 عاماً، انتظرت حتى فرغوا من مداخلاتهم، ثم طرحت عليه سؤالين، بعد التهنئة باسترجاع الجنوب اللبناني:
1 – لماذا لا تفتحون باب التطوع للشباب العربي من خارج لبنان أيضاً، في سياق مشروع لتـ.ـحـ.ـرير كل فلسطين؟
فأحسست بريقاً في عينيه، عندما تقدم إلى الأمام قليلاً ليشرح أن شباب المـ.ـقـ.ـاومة كان من أهم نقاط قوتهم أنهم من أهل المنطقة، لذلك كانوا غير مرئيين للاحـ.ــتـ.ـلال كمـ.ـقـ.ـاومين، أما إحضار مـ.ـقـ.ـاومين من غير أبناء المنطقة فسيضطرنا إلى تجميعهم في معسكرات أو نقاط سيكون من السهل جداً على العدو استهدافها.
ب – ماذا بعد بالنسبة لـحـ،ـzzب الله؟ ما هي الخطوة المقبلة بعد تـ.ـحـ.ـرير الجنوب؟ هل ستبقون تنظيمياً في نطاق الطائفة الشيعية في لبنان، الأمر الذي سيقيدكم بالمعادلات الضيقة للمشهد اللبناني، أم أن الـحـ.ـzzب سينطلق في عمله إلى الفضاء الشعبي العربي الرحب، كي يمضي قُدماً في مشروع تـ.ـحـ.ـرير فلسطين؟
وكان الجواب هنا مفتوحاً، فتح الباب لكثيرٍ من الأسئلة الأخرى، أكد فيه الرائع العظيم الالتزام القاطع بمشروع التـ.ـحـ.ـرير الكامل، من دون أن يعطي إجابة فعلياً على سؤال ربما لم يكن ذلك المجلس مكانه، وربما لم تكن قد تبلورت إجابة واضحة عليه بعد، لكنْ لم تكن لدي فرصة أخرى لطرحه.
وهو، بالعموم، سؤالٌ ما برح مطروحاً وقد طورته لاحقاً إلى مقالة تنتقد عدم توجه الـحـ.ـزب عربياً بعد فرض حصار طائفي عليه في الشارع العربي بعد عام 2006، وخصوصاً بعد “الربيع العربي”، فوجئت بسرور أن موقع قناة “المـ.ـنـ،ـار” نشرها.
بعدما انتهى اللقاء الذي لا ينسى، تتابع أعضاء الوفد في التسليم على الراحل الباقي الذي وقف خارج الغرقة ليودعنا، وانتظرت دوري حتى النهاية، وعندما وقفت أمامه سألته: هل تسمح لي يا سـيــ،ـد أن أقبلك؟
ابتسم بسمةً عريضةً وأومأ بالموافقة، فعانقته وقبّلتُ طيب تلك اللحية، في لحظة لن أنساها مدى الحياة شرفني الله عز وجل وسمـ.ـاحـ،ـته بها.
شيعوه إن شئتم لكن لن أقولَ وداعاً.
هذه بطاقة حب لقائدٍ عربي عظيم، هو حفيد النبي العربي، كما هو للإسلام المـ.ـقـ.ـاوم بوصلة، ولكل أحرار الأرض.
وهذه دعوة لكل القوميين، ولكل الرفاق والأصدقاء، أن يشاركوا في التشييع الكبير، يوم غد الأحد الموافق 24/2/2025، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
د. ابراهيم علوش