تشرق شمس الثامن عشر من نوفمبر ، وتهفو النفوس تواقة لمشرق هذا اليوم المجيد ، فتراقصت له مقل النهار ، ودب في الأفق عشقا في سحابه ، وتناثر مطرا نديا على القلوب ، وتوهجت عيون أبناء الوطن تشع روعة وكبرياء ، كأشجار النخيل الباسقات ذات الطلع النضيد ، ما تعبت ان هزتها الرياح ، لكنها تنشد أناشيد مجد وكبرياء وشموخ ، فكلما وهنت قلوب الاخرين وظنوا أن لا ملجأ لهم ، جائتهم عمان ، مشرعة بالسلام ، منزلة على قلوبهم السكينة والأمان ( يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) .
في هذا اليوم المبارك، يتنادى أبناء عمان لرؤية قائدهم وباني نهضتهم المباركة، يضيئون الليل بدشاديشهم البيضاء، وعيونهم تختزن الاحلام والآمال، فما صار في بلادنا شيء خرافي، لم يحدث حتى في الاساطير، منذ أتى الفارس على صهوة جواده، حاملا أطواق الياسمين، ستظل عمان بألف خير، لان القائد ربط قدرها بالعلم والصدق والعمل الجاد المثمر، وطيب النوايا، وكان خلاصة ذلك تنمية للإنسان والبلدان، شيء يفوق حد الوصف، فما حدث شيء عظيم، أرتسم وشما على غلاف التاريخ.
عمان المجد … نبعث إليك بأرقى عبارات الحب الخالد، حبا وعشقا وغراما يسري في قلوب أبناء شعبك الوفي بكل الأعمار والسنين والأزمنة، وستظل تسمو على قمم الكواكب، تصطف من حولك الأقمار والنجوم في احتشام، لتأت الاحاسيس منا شارعة للريح أثواب التمني وابتهالات الغرام، ولك أيها الوطن العظيم نذرنا الأنفس دفاعا عن كرامتك بخيول مسرجة وسيوف مسنونة وقلوب من حديد، إيمانا وصدقا ووفاء، وأسكناك بين الأضلع حبا سرمديا.
نوفمبر المجيد …. بمقدمك تخضر أرض الوطن، يستقبلك النسيم وعيون عطاش، لرؤية من أعاد بناء حضارة ومجد هذا الوطن، نستقبلك بالمباهج والأهازيج، نستقبلك بسماء ترفرف في فضائها أسراب الحمام، واستوت عمان في هذا اليوم عروسا، وتناثر الفرح بروقا في سحاب، ليروي الأرض حبا وأمنا وسلاما، وفي سبيلك أيها الوطن نحرق سوسنات العمر.
أيها الوطن العظيم لك منا عهدا بالولاء متجددا وراسخا الى أن تفنى الحياة، حيث يكون كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام.
لتبق الالسن مرددة ما تعاقب الليل والنهار (وإذا الأوطان نادت للفدى … ودعا قابوس لبينا الندا)
بدر بن عبد الله بن حبيب الهادي
#عاشق_عمان