الجرح المظلوم...

وهكذا الزمان الجارح الظالم يسلو وينسى والمجروح المظلوم يبقى على جرحه يحس بألمه ويراه ينزف حتى يعيش الحياة السرمدية في لحده....



كنــــــــــــ القانون ـــــــــف

الزمن المدلهم....




كنــــ القانون ــــــف

المحيط الميت....



كنـــــ القانون ــــــف

زعم زمن الأكابربأن هناك ابن ملك وابن وزير صديقان حميمان منذ الصغر حتى ترعرعا، لا يفترقان مهما حدث عن بعضهما البعض. يأكلان معا ويتعلمان الفروسية وشتى فنون القتال وفي يوم من الأيام ذهبا في رحلة للصيد ووضبا أمتعتهما والزاد في راحلتين وجوادين يتسمان بالفروسية، وفي صباح الغد ركبا خيولهما، وغدا معا ليصطادا فريسة تنال رضا فروسيتهما ومهاراتهما في الصيد،فاصطادا غزالة وقاما بطهيها،واستمتعا بلذة طعمها،وقضيا يوما جميلا فجلسا تحت شجرة وافرة الظلال؛ليحكيان قصص شقاوتهما في عهد الطفولة حتى أدركا حلكة الليل، وقررا أن يقضيان ليلتهما تحت هذه الشجرة ،وبعد ذلك غالبهما النعاس.

فقال ابن الملك: سأنام يا صاحبي فالأرق يعتري جسدي.

فرد عليه ابن الوزير قائلا:حسنا، نوما هنيئا وأتمنى لك أحلاما سعيدة.

فنام ابن الملك نوما عميقا وعندما أراد ابن الوزير النوم سمع زقزقة طيور غريبة فوق أغصان الشجرة فاستعجب منها، فقد كانت كبيرة الحجم وتتحدث مثلما يتحدث البشر، فاسترق السمع منصتا لها، فسمع الطائر الأول يقول للطائرين الآخرين: إن ابن الملك هذا سوف يقتله ثور ضخم وإن أخبره أحد بهذا الأمر سيصبح ثلث جسده صخرا.

فقال الطائر الثاني: وإن نجا من ذلك سوف يرتحل خيله فتسقطه أرضا وستدهسه بقدميها القويتان ويموت ومن يتحدث بذلك سوف يتحول ثلثي جسمه صخرا.

فقال الطائر الأخير: وإن سلم من ذلك كله فإن في ليلة عرسه سوف تلسعه عقرب سمها لا ينجو منه أحد أبدا ومن يبوح بذلك سوف يصبح جسمه كله حجرا صلدا.

فبات ابن الوزير مذعورا مما سمعه من تلك الطيور، وحزينا على صديقه الحميم ابن الملك وذلك أنه يعلم كيف ستكون نهاية مطافه، فتفكر في نفسه على أن ما سمعه محض خرافات وأوهام لا تعقل ولا يصدقها أي أحد ، فأشرقت الشمس وبدت أنوارها الخافتة والدافئة بالظهور، فقال ابن الملك متفهما:لماذا لم تنم يا أخي؟؟!!

فقال ابن الوزير: لم أنم؛ لأنني سعيت على راحتك طوال الليل خوفا من قطاع الطرق.

فقدم ابن الملك شكره لابن الوزير وأثنى عليه، ومضت شهورا عديدة وابن الوزير لم يشعر قط بالراحة جراء ما قد سمعه في تلك الليلة،كأنه يباغت موت صديقه والمنية تتبعه،وفي يوم من الأيام قرر ابن الملك بالخروج مع ابن الوزير ليتصفحان الطبيعة الخلابة ، فوافقه ابن الوزير الرأي وأخذ سلاحا محشوا بالرصاص،فسأله ابن الملك: لماذا تحمل سلاحا؟ فقال ابن الوزير:حذرا وحيطة،وربما سنصطاد فريسة إن أردنا ذلك.

فذهبا معا ليريحا نظرهما بجمال خلق الله وإبداعه في هذا الكون الواسع فمرا على مزرعة يضرب مزارعها ثورا ضخما ليحرث الأرض ويبذر البذور فأعجب ابن الملك بهذا، وفجأة لم يدرك ابن الملك إلا هجوم ثور المزارع غضبا نحو ابن الملك فأطلق ابن الوزير طلقاته في الثور قبل فوات الأوان،فجاء المزارع متوجها نحوهما طالبا تعويضا ماديا جراء قتلهما ثوره الذي يحرث مزرعته والتي هي مصدر معيشته، فدفع له ابن الوزير مالا تعويضا له،فشكره ابن الملك فقال له ابن الوزير:فداك روحي يا أخي.

ومضت من بعد ذلك بضع أسابيع وطرح ابن الملك لابن الوزير أن يتبارزان ويتسابقان بالخيل متشوقا لذالك وآملا في أن لا يرد له طلبه فاستجاب ابن الوزير لطلبه وذهب ليأتي بسلاحه خوفا منه أن يتحقق ما قالته الطيور؛لأنها صدقت في أولها وذهبا معا، فقال ابن الوزير ابدأ أنت أولا وبعد ذلك سأبدأ أنا وسنكشف من سيكون خيله الأقوى والأسرع،فوافق ابن الملك وامتطى جواده وأخذ يجول جولات عدة وابن الوزير يتربص خوفا عليه وبعد بضع لحظات سقط ابن الملك من خيله وأرادت أن ترفسه بقدميها القويمتان،فأفرغ ابن الوزير رصاص سلاحه في عنق الخيل وسقطت أرضا، فحزن ابن الملك على فقد جواده فأعطاه جواده إيثارا له فسأله ابن الملك: لماذا فعلت ذلك، فاحتار ماذا سيقول له فإن أخبره سيصبح ثلثيه حجرا فقال له متهربا ومتبسما:حبا وعطفا ومعزة لمكانتك العالية في قلبي وقدرك العظيم، فشكره ومن ثم ارتاح ابن الوزير لإنقاذه لأعز أخ عنده،وتمضي السنين والأمور على حالها،فاقترح ابن الملك لابن الوزير على أن يتزوجان معا في نفس الليلة وذلك لأنهما قد كبرا وأصبحا مناسبين لسن الزواج فخاف ابن الوزير على ذلك وقال لابن الملك أنه سيفكر بالأمر وسيكرمه بالرد، فأخذ ابن الوزير يفكر خوفا بماذا سيجيب ابن الملك؟ لأنه استطاع أن ينقذه في الحالتين السابقتين فكيف سينقذه هذه المرة من الموت ؟ فصار يتأفف بنفسه ويكفكف بيديه متحيرا ماذا سيفعل ؟ فما أصعب من هذا الموقف !، وفي اليوم التالي ذهب ابن الوزير إلى ابن الملك ليجبه على إقتراحه قائلا له : أنا أرى أنني في سن غير مناسب لزواج فقال ابن الملك: أنا لا أرجح كفتك ، بل سنتزوج معا مثلما ولدنا معا وعشنا معا،فقال ابن الوزير: حسنا سنتزوج معا لكن على شرط واحد . فقال ابن الملك: ماهو؟ فرد عليه قائلا: سنعقد عقدا القران في ليلة واحدة وتزف عروستك في تلك الليلة وأما أنا في الليلة الأخرى، فتقبل ابن الملك على شرط ابن الوزير، وفي لليلة الزفاف قام ابن الوزير بالاختباء وبعد قليل رأى ابن الوزير عقربا التي تحدثت عنها الطيور متجهة إلى ابن الملك لتلسعه ، فهرول مسرعا لقتل تلك العقرب فسمع ابن الملك صوتا في غرفته ، وأشعل القنديل ليتفحص مصدر الصوت ، فانبهر مصطدما بصديقه ابن الوزير أمام عينيه وفي غرفة نومه ، فقال ابن الملك بألم وحسرة لابن الوزير:أنت يا أخي!!!.

لماذا تخونني في عرضي؟ ولماذا لم تقل لي بأنك كنت راغبا في الزواج من هذه الفتاة ؟؟!!، لم أتوقع منك هذه الخيانة أبدا وقد ذقنا سالفا الحلوة والمرة معا!!،فقال ابن الوزير:أنا لم أخنك قط لكنني سأخبرك بالحقيقة ومن بعد ذلك افعل ما يحلو لك وما شئت ،فقال ابن الملك:لا اريد ان أسمع شيئا،ليتني مت قبل أن أتذوق السم منك،لماذا تدفعني ثمنك دما،فقال ابن الوزير وهو يبكي:مهلا، أتذكر عندما نمنا تحت شجرة ذات يوم ولم أنم فقلت لك بأنني أحرسك من قطاع الطرق ؟!،بينما كنت نائما أتت ثلاثة طيور ضخمة رفرفت فوق أغصان الشجرة وسمعت منها ما لم يخطر في بالك يوما ، وبعد ذلك أردت التجول فأعجبت بمنظر الطبيعة في المزرعة عندما كان صاحبها يضرب ثوره بالعصا ليحرث أرضه ،ومن ثم أراد الثور أن يصدمك بصدمة تقتلك فقتلته،أنا أنقذتك منه ومن ينطق بذلك يصبح ثلث جسده صخرا،فتحول ،أصدقت الحديث الآن؟ فقال ابن الملك: لا أحب التمثيل بمسرحيات زائفة لا طعم لها.

فقال ابن الوزير: حسنا،أتذكر المرة التالية أردت أن تجري سباقا بخيلك فرمتك أرضا وأرادت أن ترفسك برجليها لتقتلك فقتلتها، فلما سألتني لم أستطع الإجابة فأعطيتك خيلي بدلا منه ومن يتحدث بذلك يتحول ثلثي جسمه حجرا فأصبح ثلثيه حجرا، فقال ابن الملك : كفى ،لا تكمل .

فقال ابن الوزير ودموعه تذرف:وهذه العقرب السامة أرادت أن تلسعك لسعة تشد حبال الموت المتراخية عنك،فلم أجد سبيلا غير أن أختبئ بين حنايا غرفتك لأقتلها ،فهذه هي العقرب، ومن يخبرك بذلك يصبح جسده صخرا صلدا،فتحقق كل ذلك وأصبح ابن الوزير حجرا صلبا.

وتمضي السنون وابن الملك يبكي دما في ليله ونهاره على ما اقترفه من ذنب نحو أعز وأغلى أصدقائه،ولم يجد أبدا ما يرجع صديقه إلى حالته الطبيعية، وأينما يذهب يأخذه معه ، وينادي في الناس من يعلم بعلاج لصاحبه ، فأشار له شيخا كبيرا رث الثياب على حكيم أعمى يعيش في الكهوف، ويتنقل بين الجبال لما له من العلم،فذهب به إليه فقال الحكيم:ما قصتك يا ولدي،فأخبره بما حدث فقال الحكيم:علاجه أن تفتدي بأول مولود يولد لك وتمسح بدمه صاحبك فيرجع إلى طبيعته سالما معافى، فشكره ابن الملك وانطلق إلى قصره فرحا بما قد علمه.

وتمضي السنون وينتظر ابن الملك أن ترزق زوجته بمولود له في أحشائها وبعد أشهر عدة حملت زوجته وأصبح ينتظر مولوده بفارغ الصبر والفرح والحزن يغمرانه ؛وذلك بأنه قد حصل على علاجا يرجع له صاحبه لكن بدم طفله، فالقدر يعطيه نعمة ويسلب عنه نعمة أخرى كأنه يمزج الخيط الأبيض والأسود لمفرق الدهر، وكلا على حساب الآخر،فمضت الشهور ورزق بطفل فأصبح أبا فرحا بسماع بكاء طفله فأخذه عن زوجته وأخذ سكينا وأراد أن يذبحه فوق صاحبه وهو يبكي بقساوة قلب لا يعرف الرحمة فجرحت السكين عنق الطفل و لم يكاد أن يقطع عنقه فجرى في صديقه ورجع إلى طبيعته،وعانقه وطفله في يده وأخذ ابن الوزير طفل ابن الملك وعالج جرحه وأقام ابن الملك حفلا كبيرا بمناسبة رجوع صاحبه بدم ولي عهده إلى أحضانه وحفلا لزفافه.

انتهت القصة...



كنــــــــ القانون ــــــــــــف

كنـــــ القانون ــــــــف

صخور الكنــــــــز.....



في يوم من الأيام عزم صبي على الرحيل للبحث عن عمل في خارج القرية فوجد أنه سيلزمه مالا للرحيل فاستأذن والده الذي أصبح عجوزا وطلب منه مالا ليستغله بمنفعة تعود إليه بأرباح جيدة فأعطاه عقدا مرصوصا بصخور صغيرة وألبسه إياه وقال:هذا الكنز الوحيد الذي قد بقي عندي فقلت :معذرة يا أبي هل هذا كنزا؟؟!! قال:بلى، فقلت:لكنني قد طلبت منك مالا وليس عقدا به صخور!! ولو أنني أردت عقدا من صخور لأتيت بصخور من خارج المنزل، وصنعت عقدا ووفرت عليك وقتك الثمين فقال:يا بني لا تستهن به لأنه سيساعدك والتمس به لمستقبلك،فإن (,’:عقــــــــــــــــد الكنــــــــــــز:’،) مفتاحا لأبواب مشاكلك التي تواجهها، واستخدم عقلك الذي ميزك الله به عن غيرك في تنفيذ ما قد كتب عليها. فتعجبت من أمره وقلت له: حسنا يا أبي وأشكرك جزيل الشكر على كنزك الثمين الذي وهبتني إياه وأعدك بأنني سأعود بما قصدت إليه،فحملت الزاد وركبت الناقة وقصدت الرحيل ولم أكترث بما كتب على الصخور وشعوري يستهزئ بها والكل من يراني راحلا يحسب بأنني أحمل أموالا كثيرة وليس عقد كنز أبي المصنوع من صخور كأنني أعيش في العصر الحجري القديم، فمر الحال في اليوم الأول...
وفي الطريق زاول جسدي الأرق والتعب فأردت أن آخذ قسطا من الراحة فجلست تحت شجرة كبيرة بالقرب من مياه النهر فأشعلت النار وقرأت ما كتب على صخور العقد وكان كالتالي :الدين والإيمان ، الحب والأخلاق ،العلم والمعرفة ،الإرادة والعزيمة ، الأمل والتوكل ،التمعن والتخطيط،الهدف والتحقيق،الشكر ورد الجميل. فضحكت وقلت كلمات متناسقة والجميع يعرفها فهل هذا كنزا؟؟!!...
وكنت أقرأ ما قد كتب على هذا العقد كأن أجزائه قد رصعت من اللؤلؤ والجواهر وليس صخورا صغيرة كتب عليها كلاما فارغا، وفي الحقيقة المدركة أنه
كل من يبحث عن الكنز يزاوله التعب والصعوبات للحصول عليه أما كنز أبي فإنه في غرفته وكلمات بسيطة نقشت على صخور!!، فلبسته وثبته في ملبسي بإبرة كبيرة ونمت حتى الصباح الباكر وعندما استيقظت تناولت طعام الفطور ومن ثم تابعت المسير فالتقيت برجل كبير السن ،هزيل الجسد ،رث الملبس وله لحية كثيفة جدا فألقيت عليه التحية فقال:أهلا بك فسألته:من أنت؟! فضحك كالأطفال وقال :رجل بمثابة أبيك وكان صوته خافتا عند الحديث ولم يكن صوته صوتا عهدته من رجل عجوز من قبله فتجاهلت هذا الأمر وقلت له:معذرة ما المضحك في سؤالي؟ فقال:نفسك،فقلت متعجبا منه:نفسي ماذا بها؟؟! قال:ينقصها الحسن والنور فقلت:إن كانت نفسي ينقصها ما ادعيت به فما المضحك في ذلك؟ قال :تعال معي لأعلمك ما يكملها فقلت:لن أذهب معك حتى تخبرني أين سنذهب؟ فقال:سنذهب في جولة بسيطة وسنربط ناقتك على جذع الشجرة وسنعود بعد ذلك، وبينما كنت أشد الحبل لأعقده أخذه من يدي وقال:أنا سأحزمه لك فشكرته وقلت له:دعني أقوم بذلك بنفسي التي ينقصها الحسن والنور مثلما قلت سابقا فضحك وقال:احترم من هو أكبر منك وأنا لا أحتاج لمن يذكرني بحديثي وشده وعقده وذهبت معه وبعد قليل رأيت الناقة تعدو من حولنا فجريت خلفها لألحق بها لكنني لم أستطع ذلك فخسرت كل الزاد الذي كنت أحمله لرحلتي الطويلة فقلت في نفسي:يا الله يا رؤوف كيف سأتابع ما أردت القيام به،فتقرب الرجل العجوز مني ضاحكا وكأنه لم يضحك في حياته. فقلت له عجبا:هل كل شيء مضحك بالنسبة لك؟؟!! فقال:لا لكنني أضحك عليك لأنك تسأل عن ما ينقصك وأنت قد نطقت به!!. فقلت:وما الذي قلته بالله عليك يا عماه فقال:نطقت فطرتك بخالقها ألا وهو *الله* والذي يجعل الحسن والنور في نفسك هو الدين ...فرحل عني ثم رجع وقال لي:ما رأيك في أن تعيش معي؟؟!فوافقته الرأي ونفسي تقول :اللهم صبرني،كأنني سأقضي حياتي مع عجوز آخر بدلا من والدي والله يعلم ما وراء هذا الآخر فاسترقت النظر في عقد الصخور الذي أعتبره أبي كنزا لأنه لم يتبقى لي شيئا سواه فدعاني لقيام الصلاة معه ودعوت الله أن يمدني بالعون للمصيبة التي وقعت فيها واعترتني نفحات إيمانية ونسمات خشوع فتمسكت "بالدين والإيمان" وهذا ما قد كتب على الصخرة الأولى فزاد تقربي إلى الله وحبي له وشعوري بالسعادة وتمسكت بالأخلاق لأكسب احترام وحب من أعيش معهم وتعلمت بعدها القراءة والكتابة لقراءة القرآن الكريم واكتسبت المعارف والعلوم منه وكل ما جاء به بتأمل وتمعن وكنت أقول لنفسي الحال يسري بسلام دون الحاجة إلى عقد الكنز ذاك فرأيت للصخرة الثانية فوجدت ما كتب عليها هو نفس ما قد قمت به "الحب والأخلاق" فقلت:عجبا، أيعقل هذا؟ ما سر هذه الصخور فتراجعت وقلت ربما هاتين الصخرتين فقط فقرأت الثالثة"العلم والمعرفة" وهذا ما قمت به لقراءة القرآن والمعرفة حصدتها منه فقررت التوجه بما كتب على الصخور على ما قاله لي أبي فصممت العمل بما قد كتب على الصخرة الرابعة "الإرادة والعزيمة" فجعلت إرادتي وعزيمتي العمل والرجوع إلى دياري وأجعل أبي يرى ما وعدته به فكلمت الرجل العجوز فقلت له:أود أن أعمل معك بأي عمل تهبني به فقال:سأعطيك قطعة أرض واعمل بها ما تشاء وأجرك سيكون ما تقوم به فيها لك فقلت:أشكرك يا عماه فأنت لم تخيب أملي وسأتوكل على الله وتحقق بالتالي ما كتب على الصخرة الخامسة "الأمل والتوكل" فتوجهت للصخرة السادسة "التمعن والتخطيط" فانتهزت فائدتها في الأرض التي وهبني إياها الرجل العجوز الذي أعيش معه فذهبت للتمعن في مساحتها وخططت في زراعتها ومن ثم بيع الثمار في السوق لأجني أجر تعبي فيها فدققت التمعن والتخطيط فرأيت بأنها فكرة ناجحة وهدفها مربح لما أسعى له فوجد الهدف فيجب أن يتم تحقيقه والهدف الناجح هو الذي يسبقه التخطيط السليم فتابعت المسير على نهج الصخرة السابعة "الهدف والتحقيق"فلابد من تحقيق الهدف أن يتغلب الإنسان على الصعوبات للوصول للهدف لما اكتسبه من الحياة وباشرت بعد ذلك العمل وزرعت قطعة الأرض التي وهبني إياها وعندما تمكنت من جمع أموالا طائلة شكرت الرجل العجوز ووهبته قطعة الأرض بعدما زرعتها له ورممت منزله كردا للجميل الذي قد صنعه على نهج الصخرة الأخيرة "الشكر ورد الجميل" فقصدت الرجوع إلى الديار وفي أثناء وصولي كانت أفكاري تتضارب مع بعضها البعض للقيام ما قد قمت به عند العجوز الذي عشت معه وما زاد شعوري فرحا وسعادة عندما رأيت منزلنا فدخلته ولم يجد به أحدا فرهبت خوفا على أبي فاضطربت وأردت الخروج لأسأل أهل القرية عن والدي وما الذي قد حل به؟! وبينما كنت خارجا دخل الرجل العجوز الذي كنت أعيش معه في القرية المجاورة فقلت له متعجبا:أنت قال:نعم،أنا فقلت:وما الذي تفعله هنا يا عماه؟ فضحك وأزال لحيته الكثيفة وخلع ملابسه الرثة وكشف عن نفسه فرأيته أبي فارتميت في أحضانه وبكيت وقلت:أبي أنت من قد وقف بجانبي!!

فقال:بلى يا بني لأعلمك فقط ما تعلمته في رحلتك.
انتهت القصة...



كنـــــ القانون ــــــــــــف

غبار الظلمـــــــة

............







كنــــــــ القانون ـــــــف

وصية تقــــــــــى...


...............


عشنا في مزرعة واسعة الظلال وملتفة الأشجار من كثافتها كانت توجد فتاة بريئة ألا وهي إبنتي التي قد عملت لعائلتها بجد واجتهاد وحصدت الثمار، والحصاد و قامت ببيعها في سوق الخضار لتجني الأموال لعائلتها لتأمين احتياجاتهم ولسد جوعهم، ومعاناتهم التي يتذوقون مرارة صعوبتها وهي صغيرة في السن،و سنرى ألوان الظلم، وصنوفه لطفلة حرم عليها الحلال ولم يبق لها حلالا غير العمل فقط،في الساعة الرابعة كل صباح كنت أوقظها لتقوم بطهي الطعام وإن لم يكن طيب المذاق أقوم بضربها ضربا مبرحا مثل كل مرة وأفرض عليها العقاب الذي تنص قوانينه زيادة في مدة العمل وكانت في السادسة من عمرها ولا أسمح لها أن تدخل في حنجرتها طعاما ولا شرابا تستسيغه فتذهب من بعدها لتعتني بالحيوانات والدواجن وتسقي المزروعات وتجني الثمار بتتبع مني فإن توقفت عن العمل للحظة أضربها وأصرخ في وجهها البرئ وبقسوة أعاملها طوال اليوم وفي كل فترة في المساء كانت تحب مساعدة والدتها في إعداد طعام الغداء وتعتني بإخوتها فقد كانت تحميهم من كل شئ كالجندي المخلص الذي يحمي وطنه من أي إعتداء من قبل العدو اللدود وتحممهم وتلعب معهم وتعلمهم كيفية الإحترام لي ولأمها وكنت أسترق السمع و بقلب من حجر أشدها من شعرها وأتشاجر معها لتقوم بعملها الباقي هي وأمها وتقول لي وهي باكية:إن شاء الله يا أبي سأقوم بكل الذي تطمح إليه على السمع والخضوع والطاعة ومن ثم تذهب لمباشرة عملها إلى المغرب بدون توقف للراحة لتعد مع أمها طعام العشاء وتكمل عملها الذي لم تكمله بعد في الظلمات على ضوء قنديل كانت تحمله في يدها وتروي الحيوانات وتضع لها الطعام وبعدها تذهب للمخزن الذي كانت تضع فيه الأعشاب لتنام على الأرض بدون بطانية أوغطاء في كل يوم وكانت نحيفة الجسد فقد كانت تأخذ مساحة قدمين تقفان على مدخل المخزن وإن اعترضت أمها على ما أفعله بإبنتي أقوم بضربها وكانت تأتي على صراخ أمها وتنصحني بالرغم من صغر سنها لكنني كنت سفيها وأقول لها:إن لم تذهبي سأقتلك وسأعاقبك عقابا قاسيا وترد قائلة:أنا أحبك يا أبي حبا جما ولن أعترض على ما تقوم به في كل يوم حتى وإن يأخذني من الدنيا الموت وسأبحث عن كل ما يسعدكم وإن كان تحت الجبال والصخور وأسأل الله أن يرزقك الهداية والسعادة حيثما كنت ولكن دناءة نفسي جعلتني ألطمها بكف على وجهها وقلت لها بإستهزاء شديد:أنت تكملين ما ينقص وتعلمينني ما هو الصواب!!!!!!! مازلتي صغيرة وعقلك لا يساوي حتى عقل بعوضة وحبك ودعائك قومي بتوفيرهما لنفسك فلست بحاجة إليهما فاذهبي للنوم بلا نهوض لأن غد تنتظرك أعمال كثيرة لتنجزينها فقالت ودموعها تتساقط:إن شاء الله وتصبح على خير ياأبي ،وبعدها ذهبت وفي اليوم التالي قامت بما تقوم به كل يوم وفي ذات يوم بينما كانت تنشر الغسيل فوق كرسي لأنها قصيرة القامة لتنشر الغسيل فوق الحبال وكانت تبتسم لي بين الحين والآخر وكأنني لم أتشاجر معها أو أقوم بضربها وكنت أحسبها عديمة الإحساس وتقول دمت بعمر طويل بالخير والبركة يا والدي فصرخت في وجهها لتتابع عملها وطلبت منها أن تلتزم بالصمت قائلا لها:أنهي عملك واصمتي وتوقفي عن الخرافات الزائفة التي تتلفضين بها بدون فائدة لتنصرفي لسقي المزروعات وإطعام الحيوانات فبعدما أنهت ما أمرتها به طلبت منها أن تذهب لشراء أغراض من السوق نحتاجها في المنزل بعدما أن تبيع الخضار التي حصدتها في ذلك اليوم وتجلبها في طريقها إلى المزرعة وتأخرت قليلا في ذلك اليوم ولم تبع كثيرا فقمت بضربها ضربا مبرحا وكأنني لا أتعامل إلا بالضرب في حياتي فذهبت للنوم دون أن تأكل شئ معتذرة مني مع أنني أعلم أنها كانت تأكل من الخضروات والفواكة التي تأخذها للبيع لتسد جوعها وبعد بضع أيام صار حدث مريع جدا جدا أتعلمون ما هو؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!؟؟؟؟؟!!!!
بينما كنت أتابعها في عملها رأيت إبنتي تناجي نفسها قائلة:إرحمني يا الله واعفو عني لكل زلة واغفر لوالدي والطف عليهم برضاك وبرزقك يا رؤوف رحيم فصرخت قائلا لها:متى ستنهين عملك؟؟؟ وكل يوم تبدين لنا الجديد دون أن تتعلمي من الحياة شيئا فلا ترهقي نفسك أيتها الفلسفية وكان في يدي حزام من جلد فقالت لي :لست فلسفية يا أبي فإن الله خالقنا وليس بعيب أن يدعو الإنسان ربه فقمت بضربها قائلا :أنت إبنة سيئة وستعيشين أسوأ من هذا عقابا لك من الله على أفعالك السخيفة التي لا وجود لها وفي الأساس كنت ملحدا تاركا للصلاة وكنت أرافق أصحاب السوء وأفعل ما يفعلونه كالذي يقلد التقليد الأعمى فاستدرت للسير عنها وأنا أحدق في عينيها المملوءة بالدموع والكدر والحزن بشجنه كعادتها كل يوم فلم أنتبه بأنني أقترب من بئر في المزرعة حتى لا أعلم بمكانه بل طفلة صغيرة هي من تعلم فكدت أن أسقط في الزمن التي كانت تبح بصوتها الرقيق وهي تركض نحوي :إنتبه يا أبي واحترس من السقوط في البئر فدفعتني للخلف وسقطت هي ولم أستطع حينها قط أن أمسك بها لأنقذها ولكن الذي إستغربته منها أنها لم تكن تصرخ أو تنفعل لسقوطها ولم تبدي خوف أو إرتباك وحتى أنها لم تطلب مني إنقاذها فكانت تقول أثناء ذلك:اتق الله يا أبي وهذه كانت آخر الكلمات التي كانت تتلفظ بها لي دائما وتذكرني بها وكنت أصرخ:إبنتي تماسكي سأنقذك من الموت فركضت مسرعا و مناديا لأمها والجميع باكيا وخائفا على إبنتي حتى إلتف الناس حولي فحاولنا جميعا إنقاذها لكن ذلك لم ينفع فقد فات الأوان فلا ينفع الصوت بعد فوات الفوت ورحلت بنيتي وأخذها الموت وفارقتها وأنا أتألم من كل شيء ومرت أيام عزاها وكنت أتذوق مرارة فراقها وبالأحرى أنها ماتت لتنقذني من الموت وفدتني بروحها على الرغم من صغرها وبينما كنا نكفنها رأيت علامات وآثار الضرب المبرح الذي قد صدر من أب لا يعرف معنى الألم والرحمة وكنت أتمعن النظر فيها وأنا أكفنها فقد كانت مبتسمة ووجهها يشع نورا وجمالا فأبكي بكاء مؤلما على ما فعلته بها فذهبنا من بعدها إلى المقبرة لنقوم بدفنها وكأنني أدفن جسدي عندما قمت بوضعها في لحدها ومضت أيام عزائها وفي اليوم الرابع من الأرق والتعب حاولت النوم فغفيت بعد ذلك ورأيت في منامي حلما مرعبا فحاولت الإستيقاظ لكن ذلك لم يجد نفعا وكأن أحدا ما يقوم بتثبيت جسدي على السرير ويغلق عيناي لأنام بالإكراه لأرى كل حدث سيحدث فرأيت أنني في غابة ملتفة الأغصان وواسعة وكبيرة جدا وكنت أجري بسرعة كبيرة من الخوف الذي كان يعتريني من أسد كان يلاحقني لأكون وجبة شهية له وأركض وأكاد أقع لكنني من شدة الرهبة أجري وأجري مع إدراكي أنه أسرع مني ويستطيع أن يلتهمني كفريسة جاهزة بين أنيابه ومخالبه وفجأة ظهر أمامي نهر سريع الجريان وكان به سفينة ضخمة وعملاقة شراعها شديد البياض لكنها كانت بعيدة جدا ولا أستطيع أن أستغيث بها فيأست حينها من النجاة واستسلمت للأسد قائلا:تلتهمني أنت أو أقفز في النهر فإن المصير واحد ألا وهو الموت في كلا الحالتين وكان يقترب من نحوي والخوف يغمرني ويحتضنني في كل نفس وكنت أيضا أشهق وأتنفس الصعداء فبعدها رأيت الأسد يمر بجانبي ليشرب المياه فحاولت إستغلال هذه الفرصة واغتنامها للنجاة وإنقاذ الحياة فركضت هاربا ولم أدرك حينها سوى أن الأسد يقفز على ظهري ونسقط معا وأصرخ وأصارعه لكن رأيته يشق صدري مقتلعا قلبي فرأيت إبنتي مع أنني كنت في حال الميت الذي فارقته الحياة وصحبته الوفاة واستمرت في النظر إلي وقالت:يا أبي لا تخف لأنك اعتدت على كل الذي قد حدث قبل قليل فإن الأسد هو أعمالك السيئة والنهر هو ظلمك الشرس وما استسقى الأسد إلا ليروي عطشه مثلما رويت أعمالك الظلم والطغيان وأما إنتزاع الأسد لقلبك هو مثل إنتزاع الرحمة من قلبك والسفينة البعيدة التي على النهر التي حاولت الإلتجاء إليها فهي الإيمان وشراعها الأبيض هو التقوى الذي ابتعدت عنهما فرأيت نفسي جثة بجسد مشوه فقالت :لا عجب أن يكون جسدك مشوها فجسدي أنت من قام بتشويهه ومصير جسدك أن يتشوه بعد موتك لبعدك عن الله وتذوقك لعذابه وختمت حديثها قائلة:لكل ظال وظالم عقاب فإن الله يمهل ولا يهمل فاستيقظت من نومي باكيا وأنا أصرخ فالتفت لزوجتي التي كانت بجانبي تحاول أن تهدي من ورعتي فتركتها مسرعا فصليت وقرأت القرآن وعاهدت نفسي على التوبة والرجوع إلى الله وفي الصباح الباكر قمت للعمل الذي كانت تقوم به ولم تتحمل طاقتي على العمل فتوقفت عند أذان الظهر فذهبت للصلاة ورجعت للمنزل مرهقا فبكيت على القسوة التي كانت تذوقها طفلة صغيرة وتابعت لأحس بالذي ذاقته وفي المساء رهقت فأردت النوم لآخذ قسطا من الراحة فقصدت المخزن الذي جعلتها تنام فيه وكان السبيل مخيفا لحلكة الظلمة والعتمة وبضوء مصباح خافت وسط الظلمات وسرت طول تلك المسافة وفتحت باب المخزن وكان عفن ونتن الرائحة ولا يجد به متسعا للنوم سوى المساحة التي قد بقيت منه ولم تكن في حيازة المزروعات التي كنت أختزنها فنمت على شرفة باب المخزن وعلى الأرض بدون بطانية وبدون غطاء مثلما كانت تنام وذقت البرد القارس طوال الليل فنمت تلك الليلة فاستيقظت في صباح اليوم التالي لأصلي الفجر فشعرت بالألم في ظهري وجسدي فبكيت ولم آكل الطعام لمدة أيام حتى نحل ونحف جسمي فتحسرت على نفسي على ما فعلته بها وما اقترفته من ظلم لها وسلب لحقها وهي طفلة بريئة وكنت أحسبها عديمة الإحساس ولكن الأصح هو أنني أنا بذاتي عديم الإحساس فقد كنت ظالما وقاسيا لإبنتي وفقيدتي الغالية وأنا نادم ومتألم على كل شيء فتبت إلى الله ونفذت ما أوصتني به في آخر لحظة في حياتها ألا وهو """"""تقــــــــــوى الله"""""" ومرت الأيام وكل همي أن أحقق @%$#&":*وصيـــــــــــــــــــة تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى *:"&#$%@ وأرنو إلى ما خلقت لأجله سائلا الله أن يغفر لي عن كل ما قد بدر مني وما فعلته بإبنتي وفقيدتي الغالية ****تقـى**** رحمها الله ..



كنــــــــ القانون ــــــــف

نيران دافئة,,,,,,,,,,,,

فما بقى لي في هذه الدنيا سوى خط يدي التي أصبحت أناملها رمادا على سطح اللحد، فتلك هي رسالة أخي الراحل في ربيعه التاسع الذي ودع فيه ربيعي الخامس بين الثرى لنساعد الأرض على أن تنسج في زمن الغربة الرماد سرابا.


كنــــــ القانون ــــــف

ما شاء الله ....

الحمدلله....

لا اكترث لمر السفهاء حتى لا احنق منزلتي بينهم......


كنــــ القانون ــــف

يا نفسي كلما زاد قلقك ازدانت قواك طموحا....

حلوة الحياة بمعنى الصعااااب.....


فيها الألم درج السرااااب....

والمصير........

هو........


الأخير .......


والمصير تحت الترااااااب.......



كنــــــ القانون ـــــــف

لست من هؤلاء الذين يطلقون الألفاظ دون وعي المعنى فالحزن بداية ليس بمسوئ وما اقصده هنا مراميه التي يعتكف بها ولربما شخص يحزنه امر ما قد يعد تافها بالنسبة لشخص آخر فالمعيار الوحيد هو ترجمة الانسان للأحداث التي يصادفها وكيفية الاستجابة لها....
وما الحزن بلفظه ومعناه الا إذا ضاقت النفس بما يثقلها من هم الذنوب التي نعلمها وكذا الحال يسري على التي لا نعلمها فنرتجي من الله المغفرة...