[18]
للوقت المسروق .. رائحةُ البحر!
للوقت المسروق .. رائحةُ البحر!
كـ توطئة لابدّ منها /
.
.
يلتفتُ أخيراً لأحلام الطفلةِ التي أبكاها كثيراً ليل ٌ باردٌ وأمنياتٌ يتيمة
يرسم في عينيها حباً أزرقا ً كافتعال المجاز حين يصبح حقيقة
كما تفعل القصيدةُ في وجهِ شيخٍ لا يعرف منها أكثر من موسيقى تطربه
كما يكون الاستثناء قاعدةً لا يمكن أن يُستثنى منها !
يحدثُ كثيراً أن نؤمِن بقوّة / أننا خلقنا لنكون [ نحن ]
وأنّ النهايات / كل النهايات ِ قد تُخطئ الطريقَ إلينا
حين يحينُ موعد حصادها !
لم يكن ممكنا ً أن أؤمِن بعدك َ أن الولادة َ تحدث مرةً واحدة ، وأنّ رحماً واحداً
هو ما أخرجني إليك / كنتُ أولدُ في عينيك َ مع كل غمضةِ جفن ٍ تمارسها عينيكَ
بغصّة واضحة ، فلم تعد الولادة ُ واحدة ، وما كان الموتُ ليأتي مفرداً !
في حضورك َ تشتعل أصابعي ، وأبقى أمام مرآةِ عينيكَ أبحث عني
كأسطورةٍ لن يكررها الزمانُ على مرّ الخليقةَ ، لأنّ الله أخبرني أنّ الأرض لن تثمر
مرةً أخرى بعد عينيك!
وأنّ وجهكَ استيطانُ حدائق ، و صوتك لحنٌ آخر تعزفه الملائكةُ كل مساء
فأرتوي ، لأغفو كثيراً في وطنٍ لم يُخلَق إلا لأجل عينيّ ، ولم يكن يحمل رائحةَ سِواك!
أن أحبكَ ، تعني أن نغرس أصابعنا في صدرِ السماءِ ، فيهطل المطر
أن أحبكَ ، تعني أن نمارس شغبنا في كل الزوايا والأمكنةْ ، أن نرسم أول أحرفنا في البحر
ونغااادر ، ليبقى البحر مشغولاً بنسجِ ما تبقى من عينيّ .. ووجهك !
أن أحبكَ ، تعني أن نجعل من السماءِ وطناً آخر نرتحلُ إليه كلما ضاقت الأرض ُ بالأقدام
وأن نرحل إلى الجنةِ ، كلما ظمِئْا ، ولم نجد للمطر سبيل !
أن أحبكَ ، تعني أن اترك كل اللغاتِ وألجأ لعينيك ، و أترك خلفي كل الزوايا الممكنة ، لأختبئ في صدركَ
كطفلةٍ تعشق ، الاختباءَ من كل ما لا يشبه وجهك / عطركَ / صوتك !
لكأنما الزمان الذي لا يجيء بك ، هو خارجٌ عن شريعتي ، زمانٌ كافر ، يستحقٌ الرجم !
و.. التقينا !
كنتُ هناك َ كـ طفلةٍ تعبثُ بشعرها أمام عينيك ، وكنتَ كـ طفلٍ يراقب تطاير شعري في فضاءاتِ عينيه
كنّا معاً ، نملأ الفراغ بأنفاسنا ، و نرسم في الهواءِ لوحةَ الضحكاتِ الصاخبة !
كنا وقتها نركض فنقعُ على سحابة ٍ مخضّبةٍ بالحنين ، ترقص الملائك حولنا ، وتضحك ُ السماء !
يمر الزمنُ سريعاً ، أرتّب حقائبي ، وتزرع في وجهي عتبَ غياب
نلتقي لنُبعثَ من رحمِ السماءِ ، ونفترق لنبقى نياماً في وجهِ أرضٍ تحتفي بنا كما تحتفي بالمطر !
ونعاود الرقصَ كلما فتحتِ الجنة أبوابها ونادت / أنْ آتوني بهما حتى أنضجَ أكثر ، فتنضجُ بنا أكثر!
لا اعرف في الحقيقة ما الذي أجبرني
على الكتابة هنا !
لذا سأتركها للفراغ
للوقتِ المسروق .. رائحةُ البحر
وللبحرِ رائحةُ الأسرّة بعد فعل الحب **
على الكتابة هنا !
لذا سأتركها للفراغ
للوقتِ المسروق .. رائحةُ البحر
وللبحرِ رائحةُ الأسرّة بعد فعل الحب **
.
.
إلى يومٍ خُلِقنا فيه ، لـ نكون !
إنه الزمن الذي يخيط _ سرّا _ على مقاساتنا أقداره ،يلتفتُ أخيراً لأحلام الطفلةِ التي أبكاها كثيراً ليل ٌ باردٌ وأمنياتٌ يتيمة
يرسم في عينيها حباً أزرقا ً كافتعال المجاز حين يصبح حقيقة
كما تفعل القصيدةُ في وجهِ شيخٍ لا يعرف منها أكثر من موسيقى تطربه
كما يكون الاستثناء قاعدةً لا يمكن أن يُستثنى منها !
يحدثُ كثيراً أن نؤمِن بقوّة / أننا خلقنا لنكون [ نحن ]
وأنّ النهايات / كل النهايات ِ قد تُخطئ الطريقَ إلينا
حين يحينُ موعد حصادها !
لم يكن ممكنا ً أن أؤمِن بعدك َ أن الولادة َ تحدث مرةً واحدة ، وأنّ رحماً واحداً
هو ما أخرجني إليك / كنتُ أولدُ في عينيك َ مع كل غمضةِ جفن ٍ تمارسها عينيكَ
بغصّة واضحة ، فلم تعد الولادة ُ واحدة ، وما كان الموتُ ليأتي مفرداً !
في حضورك َ تشتعل أصابعي ، وأبقى أمام مرآةِ عينيكَ أبحث عني
كأسطورةٍ لن يكررها الزمانُ على مرّ الخليقةَ ، لأنّ الله أخبرني أنّ الأرض لن تثمر
مرةً أخرى بعد عينيك!
وأنّ وجهكَ استيطانُ حدائق ، و صوتك لحنٌ آخر تعزفه الملائكةُ كل مساء
فأرتوي ، لأغفو كثيراً في وطنٍ لم يُخلَق إلا لأجل عينيّ ، ولم يكن يحمل رائحةَ سِواك!
أن أحبكَ ، تعني أن نغرس أصابعنا في صدرِ السماءِ ، فيهطل المطر
أن أحبكَ ، تعني أن نمارس شغبنا في كل الزوايا والأمكنةْ ، أن نرسم أول أحرفنا في البحر
ونغااادر ، ليبقى البحر مشغولاً بنسجِ ما تبقى من عينيّ .. ووجهك !
أن أحبكَ ، تعني أن نجعل من السماءِ وطناً آخر نرتحلُ إليه كلما ضاقت الأرض ُ بالأقدام
وأن نرحل إلى الجنةِ ، كلما ظمِئْا ، ولم نجد للمطر سبيل !
أن أحبكَ ، تعني أن اترك كل اللغاتِ وألجأ لعينيك ، و أترك خلفي كل الزوايا الممكنة ، لأختبئ في صدركَ
كطفلةٍ تعشق ، الاختباءَ من كل ما لا يشبه وجهك / عطركَ / صوتك !
لكأنما الزمان الذي لا يجيء بك ، هو خارجٌ عن شريعتي ، زمانٌ كافر ، يستحقٌ الرجم !
و.. التقينا !
كنتُ هناك َ كـ طفلةٍ تعبثُ بشعرها أمام عينيك ، وكنتَ كـ طفلٍ يراقب تطاير شعري في فضاءاتِ عينيه
كنّا معاً ، نملأ الفراغ بأنفاسنا ، و نرسم في الهواءِ لوحةَ الضحكاتِ الصاخبة !
كنا وقتها نركض فنقعُ على سحابة ٍ مخضّبةٍ بالحنين ، ترقص الملائك حولنا ، وتضحك ُ السماء !
يمر الزمنُ سريعاً ، أرتّب حقائبي ، وتزرع في وجهي عتبَ غياب
نلتقي لنُبعثَ من رحمِ السماءِ ، ونفترق لنبقى نياماً في وجهِ أرضٍ تحتفي بنا كما تحتفي بالمطر !
ونعاود الرقصَ كلما فتحتِ الجنة أبوابها ونادت / أنْ آتوني بهما حتى أنضجَ أكثر ، فتنضجُ بنا أكثر!
** محمود درويش
* شهيق الملائك
* شهيق الملائك
تعليق