الفلبين: الأرز موضوع سياسي ساخن.. والتضخم يأكل النمو
- كارمل كريمنز من مانيلا ـ رويترز - 14/03/1429هـ
أسعار الأرز يمكن أن تؤثر في المستقبل السياسي لرئيسة الفلبين جلوريا أرويو التي تخوض بالفعل معركة في مواجهة فضيحة فساد. والأرز أكثر من مجرد سلعة غذائية في الفلبين. يأكله الفلبينيون في وجبات الإفطار والغداء والعشاء وأحيانا يتناولونه على حدة.
ويستهلك سكان الفلبين البالغ تعدادهم 90 مليون نسمة 33 ألف طن يوميا وتحاول الحكومة احتواء ارتفاع أسعار هذه السلعة الرئيسية من خلال توفير إمدادات مضمونة.
وارتفعت تكلفة بعض الحبوب المحلية بأكثر من 30 في المائة عما كانت عليه قبل عام وبينما لا توجد علامة تذكر على غضب شعبي فإن الذعر بدأ ينتشر.
وقال روني تيسون وهو أب لأربعة وهو ينظر إلى أكياس الأرز التايلاندي والأرز المحلي في واحد من أكبر أسواق السلع الغذائية في مانيلا "إنه أمر مرعب ومرعب جدا".
وبالقرب منه كان باعة جائلون في سوق نيبا - كيو يستخدمون علامات يمكن محوها لكتابة الأسعار على لوحة. والكتابة بأنواع لا يمكن محوها لا معنى له إذا كانت الأسعار تقفز في أغلب الأحيان.
وقالت اني برناردو التي تعمل مديرة متجر وهي تصف توسلات لخفض الأسعار "بعض الزبائن يقولون ساعدينا". وأضافت "وإذا قلت (لا) يغضبون ويسألون أي نوع من البشر أنا". لكن استياء الزبائن الذي يقتصر الآن على رفع الحواجب دهشة ورفع الصوت في وجه العاملين في المتجر يمكن أن يتصاعد بسرعة.
وتشعر أرويو بالقلق من أنه إذا قفزت الأسعار فجأة أو حدث نقص في الأرز فإن الناس سينزلون إلى الشوارع. وتتحرك حكومتها لتأمين المخزونات الآن قبل فترة نقص تقليدية للأرز المحلي تستمر من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر).
وقال إيرل بارينو وهو محلل في معهد الإصلاحات السياسية والانتخابية "الأرز سلعة سياسية هنا". وأضاف "إذا حدث نقص فإنه سيزيد غضب الشعب حقا ضد الحكومة".
والفلبين من أكثر الدول التي تشتري الأرز في العالم ودفعت نحو 708 دولارات للطن في مناقصة هذا الشهر لشراء أرز مستورد وهو أكثر من مثلي السعر الذي دفعته منذ ستة أشهر.
ورغم الأسعار العالمية المتزايدة اشترت الحكومة نحو 1.2 مليون طن من الأرز من بين 1.8 مليون طن تقول إنها تحتاج إلى استيرادها لتلبية احتياجات عام 2008 .
والهيئة القومية للغذاء وهي المؤسسة التابعة للحكومة التي تتولى إنفاق مليارات البيزو كل عام لدعم الأرز للجمهور أصبحت الآن واحدة من أكثر الهيئات التي تمثل عبئا على المالية العامة. وبلغت الأموال التي سحبتها في عام 2006 نحو 43 مليار بيزو (مليار دولار).
لكن الهيئة القومية للغذاء لها تأثير محدود. في الأسواق المحلية يقول التجار للزبائن عادة إنهم ليس لديهم أرز الهيئة الذي يبلغ سعره 18.25 بيزو للكيلوجرام مما يجبرهم على دفع نحو 30 بيزو للكيلو لشراء أنواع أخرى.
وفي نهاية الشهر الماضي كان المخزون لدى الحكومة يكفي تسعة أيام فقط وهو أقل من المستوى المطلوب عند 15 يوما. وخلال تموز (يوليو) وآب (أغسطس) تهدف الدولة إلى توفير مخزون يكفي 30 يوما.
وطمأنت أرويو الفلبينيين إلى أنه لا توجد مخاطر نقص الأرز لكن طلبها من رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين تان دونج في الشهر الماضي أن يبحث ما إذا كان يمكنه تصدير ما يصل إلى 1.5 مليون طن من الأرز لمانيلا مسألة غير معتادة ويسلط الضوء على القلق الرسمي. وقالت هانوي إنه يمكنها توريد مليون طن فقط.
وقالت الحكومة هذا الأسبوع إنها ستطلب من مطاعم الوجبات السريعة أن تبدأ في تقديم نصف وجبة من الأرز لثني الناس عن المبالغة في الشراء.
وقال اكيلينو بيمنتال عضو مجلس الشيوخ عن المعارضة بشأن الإجراء الذي اتخذته الحكومة "إنه يذكرني بماري أنطوانيت التي قالت قبل تفجر الثورة الفرنسية بقليل عبارتها الشهيرة إنه إذا لم يجد الناس الخبز فانه يمكنهم اكل الشطائر".
وتدهورت صورة أرويو بسبب فضيحة الرشا، ورغم أن التأييد الذي تتمتع به من الجيش ومن الحلفاء في مجلس النواب يسمح لها بالبقاء بقية فترة ولايتها حتى عام 2010 فإن أزمة الغذاء يمكن أن تغير الموقف.
وأطاح الفلبينيون برئيسين منذ عام 1986 من خلال الثورات الشعبية. وستسارع جماعات المعارضة التي تطالب أرويو بالرحيل منذ عام 2005 إلى انتهاز فرصة نقص الأرز لحشد الحلفاء.
وترمي الفلبين التي تهدف إلى إنتاج 17 مليون طن من الأرز غير المضروب هذا العام إلى تحقيق اكتفاء ذاتي، لكن الحصاد المتزايد لا يمكنه مواكبة أسرع نمو سكاني في آسيا.
ويولد ثلاثة أطفال كل دقيقة في هذا البلد الذي يغلب على سكانه الكاثوليك، لكن من غير المرجح أن تغير أرويو معارضتها القوية لتحديد النسل في وقت ترى فيه أن التأييد السياسي القوي من جانب الأساقفة مسألة مهمة.
وخبيرة الاقتصاد السابقة فخورة بسجلها المالي حيث قفز معدل النمو الاقتصادي إلى أعلى معدل في 31 عاما وبلغ 7.3 في المائة في عام 2007. لكن معدل التضخم في الآونة الأخيرة يقفز ويمحو بعض الفوائد.
- كارمل كريمنز من مانيلا ـ رويترز - 14/03/1429هـ
أسعار الأرز يمكن أن تؤثر في المستقبل السياسي لرئيسة الفلبين جلوريا أرويو التي تخوض بالفعل معركة في مواجهة فضيحة فساد. والأرز أكثر من مجرد سلعة غذائية في الفلبين. يأكله الفلبينيون في وجبات الإفطار والغداء والعشاء وأحيانا يتناولونه على حدة.
ويستهلك سكان الفلبين البالغ تعدادهم 90 مليون نسمة 33 ألف طن يوميا وتحاول الحكومة احتواء ارتفاع أسعار هذه السلعة الرئيسية من خلال توفير إمدادات مضمونة.
وارتفعت تكلفة بعض الحبوب المحلية بأكثر من 30 في المائة عما كانت عليه قبل عام وبينما لا توجد علامة تذكر على غضب شعبي فإن الذعر بدأ ينتشر.
وقال روني تيسون وهو أب لأربعة وهو ينظر إلى أكياس الأرز التايلاندي والأرز المحلي في واحد من أكبر أسواق السلع الغذائية في مانيلا "إنه أمر مرعب ومرعب جدا".
وبالقرب منه كان باعة جائلون في سوق نيبا - كيو يستخدمون علامات يمكن محوها لكتابة الأسعار على لوحة. والكتابة بأنواع لا يمكن محوها لا معنى له إذا كانت الأسعار تقفز في أغلب الأحيان.
وقالت اني برناردو التي تعمل مديرة متجر وهي تصف توسلات لخفض الأسعار "بعض الزبائن يقولون ساعدينا". وأضافت "وإذا قلت (لا) يغضبون ويسألون أي نوع من البشر أنا". لكن استياء الزبائن الذي يقتصر الآن على رفع الحواجب دهشة ورفع الصوت في وجه العاملين في المتجر يمكن أن يتصاعد بسرعة.
وتشعر أرويو بالقلق من أنه إذا قفزت الأسعار فجأة أو حدث نقص في الأرز فإن الناس سينزلون إلى الشوارع. وتتحرك حكومتها لتأمين المخزونات الآن قبل فترة نقص تقليدية للأرز المحلي تستمر من تموز (يوليو) إلى أيلول (سبتمبر).
وقال إيرل بارينو وهو محلل في معهد الإصلاحات السياسية والانتخابية "الأرز سلعة سياسية هنا". وأضاف "إذا حدث نقص فإنه سيزيد غضب الشعب حقا ضد الحكومة".
والفلبين من أكثر الدول التي تشتري الأرز في العالم ودفعت نحو 708 دولارات للطن في مناقصة هذا الشهر لشراء أرز مستورد وهو أكثر من مثلي السعر الذي دفعته منذ ستة أشهر.
ورغم الأسعار العالمية المتزايدة اشترت الحكومة نحو 1.2 مليون طن من الأرز من بين 1.8 مليون طن تقول إنها تحتاج إلى استيرادها لتلبية احتياجات عام 2008 .
والهيئة القومية للغذاء وهي المؤسسة التابعة للحكومة التي تتولى إنفاق مليارات البيزو كل عام لدعم الأرز للجمهور أصبحت الآن واحدة من أكثر الهيئات التي تمثل عبئا على المالية العامة. وبلغت الأموال التي سحبتها في عام 2006 نحو 43 مليار بيزو (مليار دولار).
لكن الهيئة القومية للغذاء لها تأثير محدود. في الأسواق المحلية يقول التجار للزبائن عادة إنهم ليس لديهم أرز الهيئة الذي يبلغ سعره 18.25 بيزو للكيلوجرام مما يجبرهم على دفع نحو 30 بيزو للكيلو لشراء أنواع أخرى.
وفي نهاية الشهر الماضي كان المخزون لدى الحكومة يكفي تسعة أيام فقط وهو أقل من المستوى المطلوب عند 15 يوما. وخلال تموز (يوليو) وآب (أغسطس) تهدف الدولة إلى توفير مخزون يكفي 30 يوما.
وطمأنت أرويو الفلبينيين إلى أنه لا توجد مخاطر نقص الأرز لكن طلبها من رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين تان دونج في الشهر الماضي أن يبحث ما إذا كان يمكنه تصدير ما يصل إلى 1.5 مليون طن من الأرز لمانيلا مسألة غير معتادة ويسلط الضوء على القلق الرسمي. وقالت هانوي إنه يمكنها توريد مليون طن فقط.
وقالت الحكومة هذا الأسبوع إنها ستطلب من مطاعم الوجبات السريعة أن تبدأ في تقديم نصف وجبة من الأرز لثني الناس عن المبالغة في الشراء.
وقال اكيلينو بيمنتال عضو مجلس الشيوخ عن المعارضة بشأن الإجراء الذي اتخذته الحكومة "إنه يذكرني بماري أنطوانيت التي قالت قبل تفجر الثورة الفرنسية بقليل عبارتها الشهيرة إنه إذا لم يجد الناس الخبز فانه يمكنهم اكل الشطائر".
وتدهورت صورة أرويو بسبب فضيحة الرشا، ورغم أن التأييد الذي تتمتع به من الجيش ومن الحلفاء في مجلس النواب يسمح لها بالبقاء بقية فترة ولايتها حتى عام 2010 فإن أزمة الغذاء يمكن أن تغير الموقف.
وأطاح الفلبينيون برئيسين منذ عام 1986 من خلال الثورات الشعبية. وستسارع جماعات المعارضة التي تطالب أرويو بالرحيل منذ عام 2005 إلى انتهاز فرصة نقص الأرز لحشد الحلفاء.
وترمي الفلبين التي تهدف إلى إنتاج 17 مليون طن من الأرز غير المضروب هذا العام إلى تحقيق اكتفاء ذاتي، لكن الحصاد المتزايد لا يمكنه مواكبة أسرع نمو سكاني في آسيا.
ويولد ثلاثة أطفال كل دقيقة في هذا البلد الذي يغلب على سكانه الكاثوليك، لكن من غير المرجح أن تغير أرويو معارضتها القوية لتحديد النسل في وقت ترى فيه أن التأييد السياسي القوي من جانب الأساقفة مسألة مهمة.
وخبيرة الاقتصاد السابقة فخورة بسجلها المالي حيث قفز معدل النمو الاقتصادي إلى أعلى معدل في 31 عاما وبلغ 7.3 في المائة في عام 2007. لكن معدل التضخم في الآونة الأخيرة يقفز ويمحو بعض الفوائد.
تعليق